تعتبر ظاهرة الكتابة على الجدران من الظواهر التي انتشرت بين بعض الشباب، وأصبحت تمثل منحدرا سلوكيا سيئا في بعض المواقف. وترتبط الرسومات والكتابات على الجدران بالحالة النفسية لمن يوصفون تارة بالمبدعين، ومرات أخرى بالمجانين والمخربين، إذ يمثل الفراغ، أو بمعنى أصح البطالة، عاملا مهما وراء انتشار الكتابات والرسومات على جدران منشآت حكومية، وخاصة، ومنازل. وأكد المتحدث الإعلامي للتربية والتعليم في محافظة جدة رجاء الله السلمي أن مدارس جدة طبقت في الأعوام الماضية، مفهوم غرس مفهوم الشراكة المجتمعية مع هذه الظاهرة بتنفيذ عدة برامج ونشاطات طلابية لإعادة دهان أسوار المدارس المتعرضة للتشويه، إضافة إلى تنفيذ مجموعة من المحاضرات والندوات التي تحث على احترام الأماكن العامة، وعدم العبث بها. وقال رجا الله السلمي: إن البرنامج الوزاري «مدرستي مسؤوليتي» كرس هذا المفهوم لدى الطلاب في أكثر من 80 مدرسة على مستوى المحافظة، لافتا إلى أن المشروع سيغطي جميع المدارس خلال العام الحالي لتبقى جدة عروس البحر الأحمر والواجهة المشرقة لمكةالمكرمة. من جهته، أبان مدير عام المساجد والأوقاف في محافظة جدة فهيد البرقي أن هذه الظاهرة سيئة والاستمرار عليها يعني الانعكاس السلبي، ويجب على منابر التعليم وكافة الجهات الحكومية أن تتضافر لمكافحة هذه الظاهرة بتوعية الشباب منذ النشء، مضيفا: «الغصن إن عدلته اعتدل، ولا يقوم إذا سار من الخشب». ودعا فهيد البرقي الجهات المختصة إلى توفير البديل المناسب لتفريغ طاقاتهم وشحناتهم، موضحا أن فرق الصيانة في الإدارة تعمل على مدار الساعة في جولات ميدانية مستمرة لإزالة الكتابات المسيئة في دورات مياه المساجد بشكل دوري، وتعتمد على ذلك في جدولة أعمالها على المناطق وفي حالة البلاغ عن أي مخالفة تتوجه فرق الصيانة إلى الموقع وتزيلها فورا. وبحسب مختصين نفسيين واجتماعيين فإن ظاهرة الكتابة على الجدران تعتبر من ضمن أسباب نفسية انفعالية، وبهدف لفت نظر الآخرين، وربما تشويه سمعة الغير أو تخليد ذكرى للمكان المزار، أو تعصب لنادٍ معين الأمر الذي يؤدي إلى الإضرار في الممتلكات العامة والخاصة. مؤكدين أن علاج هذه الظاهرة يكمن في تكاتف كافة الجهات المسؤولة عن التربية والنشء وخاصة الجهات التربوية وضرورة شرعها في دراسة الظاهرة، والتعرف على حجمها وتحديد الأحياء أو المدارس والمساجد والأماكن التي تنتشر الكتابة فيها، ووضع خطة عمل لمتابعة تلك الظاهرة. ويرى عبد الرحمن المسلط من سكان بني مالك أن تثقيف الشباب وتعليمهم أهمية المحافظة على بلدهم، وردع كل من يحاول ويسعى لإفساده أمر مسؤول عنه كل فرد ينتمي لكيان هذا الوطن وأرضه في حين أن إخلاء الشباب أنفسهم من هذه المسؤولية تجعل انتشار وتفشي مثل هذه الظواهر أمرا مربكا ومزعجا جدا. فيما يقول عبدالله الرحيلي من سكان الطائف إنه من الصعوبة ملاحقه الشباب ومعرفه هويتهم، إذ إنهم يحرصون على انتقاء الأوقات التي تخلو الطرق والشوارع فيها من المارة، متأسفا على العبارات البذيئة التي تبدر منهم وتعبر عن تدني عقولهم وشخصياتهم.. يشار إلى أن أحد الطلاب الموهوبين في المرحلة الابتدائية كان مشاركا في ملتقى الموهوبين الثامن في مكةالمكرمة، ابتكر جهازا لمنع الكتابة على الجدران بحيث يصدر الجهاز صوتا في حال تغير لون الجدار لردع العابثين.