شيعت جموع المواطنين والمسؤولين، وعدد من كبير من القيادات الأمنية يوم أمس جثمان الشهيد الجندي أول عبدالعزيز عبدالله علي القحطاني، يتقدمهم مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري وعدد كبير من قيادات الدفاع المدني وطيران الأمن ومنسوبوها من رجال الأمن. وأديت صلاة الميت على الشهيد بعد ظهر أمس في جامع الراجحي، ووري جثمانه الثرى في مقبرة النسيم شرقي الرياض، وشارك عدد من المواطنين والمقيمين الصلاة عليه، حيث ستقيم أسرته العزاء في مسقط رأسه في محافظة سراة عبيدة. ويعود استشهاد الجندي أول عبدالعزيز عبدالله علي القحطاني من منسوبي طيران الأمن بعد سقوطه من الطائرة خلال مشاركته في فقرة استعراضية بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني أمس الأول، فيما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحادث. وكان الشهيد القحطاني بداية التحاقه في طيران الأمن يعمل بقاعدتها في أبها، حيث طلب نقلا إلحاقيا لطيران الأمن في الرياض لمدة سنتين ولم يتبق من تلك الفترة إلا قرابة شهر. وكان القحطاني يعمل على ترتيبات أمور زواجه والذي كان مقررا أن يعقده فور عودته لمقر عمله في قاعدة طيران الأمن بأبها. وفي قرية العسران التابعة لمحافظة سراة عبيدة، مسقط رأس الشهيد الجندي أول القحطاني، خيم الحزن أمس على القرية التي توافد أهلها إلى مكان العزاء لتقديم واجب العزاء لذوي الشهيد في مصابهم الجلل، حيث كانت «عكاظ» متواجدة في موقع العزاء الذي أقيم في صالة مناسبات قرية العسران بمحافظة سراة عبيدة، وأثناء العزاء تحدثنا إلى والد الشهيد الذي بدأ حديثه والدموع الحارة تجري من مقلتيه حزنا على فراق ابنه، وقال: «أنا فخور جدا بابني عبدالعزيز -رحمه الله رحمة الأبرار- والذي استشهد وهو على رأس عمله»، وأضاف «أعزي نفسي وأبنائي والقيادة الحكيمة وأبناء محافظة سراة عبيدة ومنطقة عسير والمملكة بوجه عام، وأسأل الله جلت قدرته أن يتقبله من الشهداء»، وقال «لي من الأبناء 7 وعلى استعداد لتقديم كل أبنائي فداءا للوطن الغالي». من جانبه أكد عم الشهيد لأبيه (سعيد) أن الشهيد كان مضربا للمثل في تأدية الصلاة وحسن الخلق وطاعة الوالدين، وأسأل الله عز وجل أن يتقبله من الشهداء ويجعله شفيعا لوالديه. أما خاله عبدالمغني عبدالله آل ناصر، مدير مدرسة ابتدائية الشعبي بمحافظة أحد رفيدة، فقال: «إنني أعزي نفسي وأهلي وقبيلتي في وفاة الابن عبدالعزيز -رحمه الله- فقد كان خبر وفاته كالصاعقة على رؤوسنا، ولكن ذلك كان في سبيل الوطن والتضحية، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته»، وأضاف «أننا سنفتخر به في كل زمان ومكان فقد كان مشهود له من الجميع بالخلق الحسن والتواضع وملازمته للمسجد، كان قدوة لزملائه وأشقائه».