نقل أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد أمس تعازي ومواساة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني، لذوي شهيد الواجب الملازم محمد سعيد آل غرامة القحطاني، الذي استشهد في مواجهة عصابة من مهربي المخدرات، حاولت الدخول للأراضي السعودية مساء أول من أمس، ما أسفر عن استشهاد رجلي أمن وإصابة ثالث. كما أجرى الأمير اتصالاً بأسرة الشهيد الجندي حسين علي الزبادين في نجران، لينقل لهم تعازي القيادة الرشيدة وتعازيه. وزار أمير عسير أسرة الشهيد القحطاني في منزلها بقرية آل فرحان بني بشر بمحافظة سراة عبيدة (90 كيلومترا غرب أبها). وقدم تعازي القيادة وتعازيه لذوي الملازم القحطاني في المكان المخصص للعزاء، مؤكدا لهم جميعا أن أبوابه في الإمارة مفتوحة لتلبية كل مطالبهم، معبرا عن اعتزازه وفخره بمواقف الشهيد، داعيا له بالرحمة والمغفرة، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وكان في استقباله لدى وصوله قائد قوات حرس الحدود بالمملكة اللواء ركن زميم جويبر السواط، وقائد حرس الحدود بمنطقة عسير العميد محيا عطاالله العتيبي، ومحافظ محافظة سراة عبيدة أحمد الشهراني وعدد من المشايخ وأعيان القبيلة. ووجه أمير عسير رسالة لكل مواطن سعودي بأن يقف الجميع صفاً واحداً خلف القيادة في سبيل ردع كل من يحاول المساس بأمن المملكة. ورافق الأمير فيصل بن خالد خلال تقديم واجب العزاء مدير عام مكتب أمير المنطقة الدكتور ذعار بن نايف المحيا، ومدير شرطة منطقة عسير اللواء عبيد الخماش وعدد من المسؤولين. من جهته، أكد شيخ شمل قبائل بني بشر، الشيخ سعيد بن سعد ثقفان اعتزاز قبائل بنى بشر قحطان كافة بمواساة القيادة للشهداء التي نقلها لهم أمير عسير، مؤكدا وقوف الجميع مع القيادة لحماية الوطن ومواطنيه من كل عابث، كما عبر والد الشهيد القحطاني سعيد آل غرامة عن اعتزازه باستشهاد ابنه في ميدان الشرف. وقال إن موقف القيادة معنا غير مستغرب وسط ما نعيشه من لحمة وطنية عالية، كما عبر أقارب الشهيد كافة، ومنهم شقيقه الأكبر علي عن اعتزازهم باستشهاد ابنهم مدافعاً عن الوطن وأبنائه. وكانت "الوطن" نشرت في صدر صفحتها الأولى أمس نبأ استشهاد رجلي أمن وإصابة ثالث أحبطوا تهريب 500 بلاطة حشيش، على الشريط الحدودي مع اليمن بالقرب من قرية المجازة (18 كم) جنوب محافظة ظهران الجنوب, وتم نقل المتوفين (أحدهما ضابط برتبة ملازم، والآخر برتبة جندي، والمصاب برتبة جندي) إلى مستشفى ظهران الجنوب العام. وأدت جموع المصلين في الجامع الكبير بمحافظة سراة عبيدة يتقدمهم المحافظ أحمد بن سعيد الشهراني ومدير الشرطة العميد عبدالله ثابت القحطاني، وعدد كبير من قيادات حرس الحدود في عسير صلاة الجنازة على الفقيد، ومواراة جثمانه الثرى في مقبرة العائلة بقرية آل فرحان بني بشر. وعبرت والدة الشهيد زاهرة بنت أحمد آل راقع عن فخرها بأن قدمت شهيداً، لقي ربه مدافعاً عن الوطن والمواطن، وبدت في تماسك أذهل أقاربها ومجتمع القرية، وهي تردد: رحمك الله يا أبا علي، أسأل الله أن يجمعنا بك في جنات النعيم. وقالت في حديث ل"الوطن": كان محمد باراً بي، زرت شقيقتي "زهرة" التي تعاني من مرض القلب في الرياض الأربعاء الماضي برفقته براً، وعدنا في اليوم التالي ليلقى محمداً ربه في يوم الجمعة. وللفقيد أربعة من الأبناء علي، ومعاذ، وجوهرة، وجنا.