وردة جميلة... لونها جذاب... ورائحتها لطيفة... ذات ملمس رقيق، منظرها يبعث الشعور بالسعادة، لا ترتوي من معين حسنها عيناك ، ولا تمل نهلها وعللها نفسك .. تكمن أسرار صلابة قوتها في مرونة ضعفها، تبسط راحة كفيك لتأنس بقربها وتقترن بأثيرها ... قبضك الشديد عليها يحطمها ويعمل في ابتداء حتفها.. فاستمتع بفوحها على ضعف ورقة يخالطانها إنها المرأة ... شبيهة الوردة!! وبتشارك المعنيين: الأنوثة في المرأة، واللطافة والرقة في الوردة، نخلص إلى وعي يرشدنا، ويجلو الرؤية بوضوح كي نلج إلى مضامين الحديث النبوي الشريف على قائله أفضل صلاة وأتم تسليم : ( استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقَت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا).هذه الوصية النبوية المباركة، توجه الرجال في تعاملهم مع النساء إلى تفهم تكوين المرأة، وأنها خلقت -على الحقيقة - من ضلع الرجل، فهي إذن بضع من جسده، ينزع كلاهما إلى الآخر، ولا غنى لها عنه، كما لا غنى له عنها، وهذا من شأنه استثارة عطف الرجل وحنوه على المرأة، فلا ينبذها ولا يبغضها، بل يحتمل ويحتمل من أجل رعايتها والاحتفاظ بها. وعلينا أن نصطحب أن وصف المرأة بأنها خلقت من ضلع أعوج ، لا يعني انتقاص قدرها ونعتها بالسيئ من النعوت، إنما هو تقريب لذهن المخاطب، بأن ما قد يطرأ من اعوجاج واختلاف في شمائل بعض النسوة، هو صفة غير مستنكرة في خلق النساء، وأن ابتغاء الكمال المطلق أو شبه المطلق في استقامة النساء على ما قد تختلف فيه آراء الرجال ورغباتهم وذائقتهم من انتقال عادات النسوة أو صفاتهن أو أهوائهن أو رغباتهن إليه واستدامتهن عليه كمن يسعى إلى طلب أمر محال .. وأن ذلك السعي والحرص عليه في سبيل إقامة الاعوجاج مؤد إلى الكسر وكسر المرأة يكون في طلاقها!! وما أجمل التعليق الذي نقله ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري على معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف موضحا الجملة التي استهل بها النبي قوله وهي (استوصوا بالنساء) مخاطبا معاشر الرجال، حيث يقول: (اقبلوا وصيتي فيهن واعملوا بها وارفقوا بهن وأحسنوا عشرتهن). فهد محمد عريف