أبدى كثير من المصلين انزعاجهم من فوضى الباعة المتجولين أمام بوابات المساجد، بعد أن استشرت الظاهرة وأصبحت كالوباء المنتشر. ويزداد نشاط العربات المخالفة في يوم الجمعة، حيث يعمد هؤلاء الوافدون المتخلفون إلى استهداف أكبر عدد من الزبائن، مشوهين بذلك روحانية واحترام المساجد، فيما تتنوع المعروضات الممتدة على قارعة ساحات وباحات المساجد بين الخضار والفواكه والحبوب وبعض المعدات الرخيصة، وصولا إلى شرائح الجوال، في صورة قد تعتبر غير حضارية. وقد ساهم عدد من الزبائن الذين يقومون بالشراء من أصحاب العربات في انتشار المشكلة وبشكل خطير. وأبدى سليمان الزهراني استغرابه من ترك هؤلاء الباعة ليفعلوا ما يحلو لهم بشكل أصبح يمثل إساءة للمساجد كلها، مضيفا أن الأمر تعدى أكثر من ذلك، حيث حولت ساحة المساجد إلى سوق وخصوصا في المساجد الكبيرة. ويوافقه طارق الشيخي قائلا «إن الخروج من المسجد أصبح عسيرا، خصوصا في يوم الجمعة، وارتباك الحركة المرورية أمامها معضلة لا سيما أن الجائلين يعرضون بضاعتهم على الأرض غير مبالين بالمشاكل التي تطرأ من جراء هذا الفعل المخالف». ويضيف الشيخي أن البضاعة جميعها مجهولة المصدر، مؤكدا أن البعض يقومون ببيع السمك الذي لا يحتمل حرارة الشمس. من جانبه، يروي أخصائي التغذية الدكتور عدنان نازي أن طبيعة الأغذية يجب أن تحفظ في درجات حرارة معينة بحسب نوعية الغذاء، وأضاف «إن أغلب المواد المعروضة في هذه العربات المخالفة إن لم تحفظ في مكان بارد تفسد بسرعة كالخضار والفواكه، وأن تعرضها لشمس الظهيرة كافية لفسادها»، فضلا عن المصدر المجهول في جلب مثل هذه البضائع. كما أضاف الدكتور نازي «طريقة عرضها في عربات وفي درجة حرارة غير مناسبة، وتلقف الكثير من الزبائن لمباشرة تقليب البضاعة يساهم في تسمم هذا النوع من الغذاء خصوصا الخضار». من جانبها، أكدت أمانة جدة مؤخرا أن فرقها تعمل على مدار اليوم، حيث يتم رصد أصحاب العربات الجائلين، سواء كانوا في مقر معروف، أم منتشرين في الطرقات، وأنه يتم على الفور مصادرة البضاعة واتلاف الفاسد منها.