عند بزوغ كل فجر جديد تدور عجلة الحياة في معصرة قاسم عباس قاسم، في «صبيا» إحدى أهم محافظات جازان، وذلك عندما يدور «جمله» وهو مغطى العينين، في معصرة قاسم البدائية على طريق عام، منذ عامين ونصف العام والجمل يدور معصوب العينين كي لا يعرف انه يدور في المكان نفسه، فهو يظن أنه يمشي في صحراء، ولا يعلم أنه يعمل في المعصرة لإنتاج زيت السمسم الطبيعي الذي يعتبر علاجا بالدرجة الأولى لكثير من الناس. وتتكون معصرة قاسم القديمة من جذع شجرة السدر، الذي يعتبر المركز الرئيسي للمعصرة، يقول قاسم إنه اشترى ذلك الجذع ب7 آلاف ريال، مبينا أنه يعمل في المعصرة منذ سنوات طوال وتعلم تلك الحرفة بعد ان كان عاملا من خلال تجربة سابقة مع أحد أبرز معلمي السمسم، واسمه عبده يحيى، ولديه أربع معاصر ومتميز في عمله. في كل صباح يربط قاسم جمله بالعصا المرتبطة بأخرى واقعة تحت تأثير ثقل كبير ثم مرتبطة بجذع صغير آخر يقع في حفرة معدة لها مفتوحة من أعلاها في جذع سفلي لشجرة سدر كبيرة يتوفر فيها السمسم ويهرس بدوران الجذع المعد مع دوران الجمل المستمر لعصر حبوب السمسم حتى يفرز السمسم زيتاً، حيث تنتج معصرة قاسم يومياً ما لا يقل عن 12 الى 15 لترا من زيت السمسم بفضل جهود جمله الذي يدور حول جذع شجرة السدر ما لا يقل عن أربع ساعات يومياً. يقول قاسم إنهم يعصبون أعين الجمل لكي لا يغير مسار اتجاهه ولا يعرف أنه يدور في اتجاه واحد وحتى يبقى مطيعاً يسمع ويطيع ما ينطق به صاحبه الذي يوعز له من اللحظة الى الأخرى بالتوقف كأن بينهما لغة خاصة وتعاونا مشتركا في الإنتاج. ويبين قاسم انه يشتري زيت السمسم من محافظة صامطة والساحل، مشيرا إلى أن السمسم الذي يشتريه «بلدي»، حيث يشتري الكيس ب500 ريال، لافتا إلى ان عدد زبائنه لا يتجاوز ال50 في اليوم الواحد، معظمهم من كبار السن الذين يستخدمون السمسم في دهان أجسامهم لعلاج بعض أمراض الروماتيزم، وفي طعامهم. ويعبئ قاسم الزيت في قوارير المياه الصغيرة «أبو ريال»، حيث يبيع الواحدة ب20 ريالا، فيما يبيع الجالون ب60 ريالا، مشيرا إلى ان لديه زبائن يحجزون إنتاجه من وقت مبكر، لأن الكمية سرعان ما تنفد، مع أنه يعمل طوال الأسبوع عدا يوم الجمعة.