يتمسك علي إبراهيم بمعصرة السمسم البدائية التي ورثها عن والده، عملا بمقولة «مهنة أبوك لا يغلبوك»، ويعتبرها مصدر دخله الثابت، ويراهن على جودة زيت السمسم المستخرج بالطرق التقليدية، مؤكدا أنه خال من الكوليسترول ويحوي فيتامينات قوية وأحماضا دهنية وهو مفيد في علاج الكثير من الأمراض. وتعمل معصرة السمسم بواسطة جمل يدور حول نفسه لأكثر من خمس ساعات يوميا وهو معصوب العينين حتى لا يشعر بالدوران ويطحن الجمل السمسم قبل أن يستخرج منه «السليط» وهو الزيت الذي يستخلص من السمسم ويسمى لدى أبناء جازان ب «الجلجلان». وتتكون آلة العصر من قالب خشبي وذراع خشبية ثقيلة وصلبة تمتد خارج القالب وتحرك السمسم حتى يعصر، وهناك قطب المعصرة وهو القائم بين عود المعصرة والقوس، وراكبة المعصرة وهي الشدة التي عليها الحصى وأكياس الرمل، ويتم تدوير الآلة بواسطة الجمل عكس اتجاه عقارب الساعة. ويوضع الزيت بعد عصره في أوعية خاصة ويباع أمام العصارة، ويصل سعر الكيس الواحد منه إلى 300 ريال، ولزيت السمسم نكهة خاصة ورائحة قوية، وكان يقال عنه «السليط المسلط» أي أنه مسلط للقضاء على أمراض كثيرة كبعض الأمراض الجلدية والروماتيزم والصدرية ويستخدم كذلك كغذاء ودهان، وهذه الخصائص جعلت الكثير وخاصة من كبار السن يفضلون شراء زيت السمسم المستخرج عبر الوسائل البدائية. يقول إبراهيم إن هذه المهنة اندثرت نتيجة الجهد الذي يبذل والأرباح القليلة التي تجنى منه، وكذلك لارتفاع أسعار السمسم البلدي، هذا إلى جانب إنتشار الزيوت الصناعية بأنواعها المختلفة في الأسواق، لكنه يؤكد أن زيت السمسم الذي يستخرج بالطريقة البدائية أكثر فائدة من الزيوت الأخرى.