لم تثنها الظروف التي ألمت بها عن العمل وتأمين لقمة العيش لأبنائها، فبالرغم من انفصالها عن زوجها وتحملها أعباء بناتها الأربع إضافة لبتر ساقها إلا أن أم عبدالحليم تحدت كل الظروف وتمكنت من السعي وراء الرزق بالحلال. تذكر أم عبدالحليم، التي بترت ساقها على إثر إصابتها بالغرغرينا وأرغمت على العمل مستخدمة كرسيا متحركا، أنها عجزت عن توفير قيمة الحصول على ساق صناعية تمكنها من السير على قدميها مرة أخرى، ولم يشكل لها الأمر عائقا في السعي وراء الرزق فاستخدمت عربة وشاركت بمهنتها التي أتقنتها المتمثلة في الحناء والنقش في البازارات والمهرجانات. تقول والابتسامة تعلو محياها: أنا مؤمنة بقضاء الله وقدره ورغم أن ساقي مبتورة إلا أني ما زلت أتفنن في العمل الذي أؤديه، الذي يتمثل في نقش الحناء على أيادي النساء والفتيات ليظهرن بأحلى حلة. وأوضحت أنها تعمل في هذا المجال منذ 30 عاما وتعلمته في شبابها من شقيقتها «حاكيت ما كانت تؤديه أختي وتعلمت منها سر المهنة وأصول النقش وحولت موهبة الرسم لدي إلى الحناء وبدأت في المشاركة في عدد من المهرجانات والبازارات والأفراح والمناسبات العامة والخاصة وأجد إقبالا كبيرا من النساء اللاتي يرغبن في رسم أشكال مختلفة على أياديهن».