هناك شعوب تحب ملوكها وقادتها ورؤساءها، وهناك ملوك وقادة ورؤساء يحبون شعوبهم ويتفانون في خدمتهم.. هذه حقيقة تاريخية معروفة.. وطبيعية أيضا.. وبالذات عندما تكون تلك القيادات صادقة مع شعوبها.. وإن رأينا – على المدى الطويل – صوراً أخرى للكراهية متبادلة بين القادة والشعوب.. وتلك مسألة طبيعية أيضاً.. ولا سيما حين لا تكون الصلة متينة بين تلك الشعوب وأولئك القادة.. أو أنها لا تكون نابعة من القلب في الأساس.. لكن التاريخ لم يخبرنا في أي مرحلة من المراحل أن هناك حبا.. صميمياً.. وصادقا.. وعميقا بين قائد وشعب.. كما يشهد نفس التاريخ اليوم حباً نادراً ومتبادلا وغير مسبوق.. ونابعاً من أعمق الأعماق.. كما هو بين الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز وشعب هذه البلاد القائمة أحكامها على الكتاب والسنة.. أحببناه وأحبنا ليس كملك.. وقائد.. وزعيم فحسب، وإنما كأب.. وإنسان.. يشعرك بأنك تعيش معه وفي داخله.. سواء في صحته أو مرضه.. عافاه الله وأطال في عمره.. وإذا جاء ابنه الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز اليوم ليقول لنا في حديث متميز وشامل إن حب الملك لشعبه هو أضعاف مضاعفة من حب الشعب له.. فإنه يؤكد بذلك ما نشعر به حقا.. فنحن نحس ونشعر به في كل لحظة وعند كل مناسبة ومن خلال كل قرار يصدره أو أمر يوجهه أو مشروع يُقره.. حتى الأطفال.. يشعرون به.. وبحنانه وأبوته؛ لأنه موجود داخل كل بيت وكل عقل وفي تضاعيف مشاعر الجميع.. وليس سراً أن نقول إن مرضه أو دخوله المستشفى للعلاج داخل أو خارج المملكة كان بمثابة كابوس أطبق على صدر الكبير قبل الصغير والرجال قبل النساء.. وساد كل مدينة وقرية.. وعكس هذا.. عشناه وشعرنا به عندما أطل علينا.. وتحدث إلينا.. وأعاد إلى نفوسنا الطمأنينة على سلامته واستمرار تدفق مشاعره تجاهنا.. وحول كل واحد منا.. نحن اليوم على موعد مع الملك الإنسان الذي أحبنا وأحببناه.. على موعد مع لمحات من حياته اليومية التي يصرفها من أجلنا.. ومع إضاءات على مشاعره تجاهنا.. وكيف يفكر فينا.. ولصالحنا.. وكيف يتعب من أجلنا أمد الله في حياته وأطال عمره.. هذه الإضاءات وتلك اللمحات هي بداية حديث طويل للابن البار لأبيه.. لوطنه.. لمؤسسة الحرس الوطني التي تشرف بتحمل مسؤوليتها، بعد أن نقل أمانتها الملك من ذمته إلى ذمة متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز.. أدام الله على الملك نعمه الكثيرة.. ومتعنا بحياته وبتمام صحته.. وحقق لهذا الوطن الذي يعشقه.. المزيد والمزيد من الإنجازات الكبرى على يديه..