ليس غريباً عندما نفرح كل هذا الفرح ونبتهج كل هذه البهجة، فعودة الوالد لشعبه سليماً معافى عودة الروح للجسد الواحد، الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، نحنُ بخير ما دام قائدُنا بخير. إحساسُنا بمليكنا وارتباطُنا به وحبنا له حب الابن لأبيه . هذا الحب الكبير وهذا الشعور النبيل لم يأت ِ من فراغ شعورٌ متبادلٌ لا يحسُ به إلاّ منْ ارتبطتْ قلوبُهم وتلاحمتْ مشاعرُهم . ملكٌ إنسانٌ أحبَ شعبه وآثره على نفسه فأحبوه ، وتفانوا في حبه ، ليس غريباً أن يظهر كلُ هذا السرور النابعُ من أعماق قلوب من أحبتْ قائدها الذي أحبها ولم يستطع إخفاء هذا الحب فتفجر أنهاراً وحقق المواطنة الحقيقية والعدالة وزاد في تلاحم القيادة و الشعب سخر كل مقدرات البلاد لراحة ورفاهية أبنائه ، حنونٌ على الضعيف و الأرملة و الفقير، إنسانيته -حفظه الله- لا يوازيها ثناءٌ ، ولا يوازنها عطاءٌ ، فلا غرابة في التلاحم الكبير من أقصى الوطن إلى أقصاه ، فالقلوبُ تحتفي بسلامة من تربع داخل تجاويف أفئدتها وامتلك الروح منها و الوجدان . تعلنُ سعادتها وتحتفل . ليس استعراضاً أو نفاقاً ولكن ولاء ووفاء وتعبيراً يحمل أسمى آيات العرفان بالجميل للملك المحبوب . عشت يا أبا متعب ملكاً في قلوبنا وتاجاً على رؤوسنا ملكاً للإنسانية كما عرفكم الجميع في الداخل والخارج وقائداً لنهضتنا.« أنا بخير دام إنكم بخير « والدنا الحبيب لم تكنْ عبارة تضمنها حديثكم لشعبكم يوم سفركم للعلاج بل كانتْ شعلة حب أضاءتْ مهج قلوبنا وأججتْ ما بداخلنا من مودة وإجلال واشتياق فعكست مرآتُها ما تحتويه من حب نادر جعل الألسنة تلهج بالدعاء لقائدها العظيم ، واستجاب الله عز وجل فعدتم لنا ولله الحمد سالمين . طوقتمونا يا خادم الحرمين الشريفين بقلائد اهتمامكم بمصالحنا، والشاهد وصولنا لمصاف دول العالم المتحضرة، لسنا بأقل شأناً من دول العالم التي تعيش سباق التحولات الحضارية وواقع المعرفة البشرية . عشت يا أبا متعب ملكاً في قلوبنا وتاجاً على رؤوسنا ملكاً للإنسانية كما عرفكم الجميع في الداخل والخارج و قائداً لنهضتنا . الأعمال لا تقاس بعدد السنوات بلْ بحجم الانجازات التي تُقدم ، جزاكم الله عنا خير الجزاء وجعل ما قدمتموه من خير في ميزان حسناتكم . دمتمْ لشعبكم وأمتكمْ متمتعين بالصحة و العافية و بالعز المنيع والشرف الرفيع ، وسلمتمْ من كل سوء ، فمرحباً بكم وأهلاً بين أهلكم ومحبيكم ، وفي وطنكم الغالي ، أطال الله عمركم وحفظكم أنتم وولي عهدكم الأمين والنائب الثاني والعائلة المالكة الكريمة وأعز بكم الإسلام والمسلمين.