لم يعد أهالي حي مدائن الفهد يستغربون تراكم النفايات وسط حيهم، لكنهم لم يتوقعوا أن سيارة الأمانة التي يفترض أن تحمل النفايات تساهم أيضا في تفاقم مشكلة تلك النفايات، إذ تفرغ وفق أقوال الأهالي ما في جوفها في الحي، على مرأى من الملأ، فيما الرد الذي يتلقاه أي من الأهالي المعترضين على التصرف هو كلمة «اشتكينا». وأصبح مشهد النفايات المتراكمة في الحي مؤسفا إلى الدرجة التي لا يعرفون فيها كيفية المعالجة، وبخاصة أنهم لا يجدون تجاوبا من أي جهة مختصة، الأمر الذي اعتبروه تجاهلا لأبسط حقوقهم. ويصف أحمد السيد بغضب المعاناة التي امتدت لأكثر من عشرة أيام: «إذ انتشرت النفايات المتراكمة في الحي، وتضاعف الذباب وأزكمتنا الروائح الكريهة وسببت لنا المشاكل النفسية والصحية، والمؤسف أننا تحدثنا كثيرا مع الأمانة ورفعنا عدة شكاوى والأمر يزداد سوءا». ولأنه فقد الحل يضطر السيد إلى حمل نفايات منزله يوميا في سيارته والذهاب بها إلى حي آخر قريب، ويعلل ذلك بقوله «حتى لا أزيد الأمر سوءا، فظاهر الأمر لا يبشر بخير ولا نعلم إلى متى سيستمر الحال». على الجانب الآخر، يتأسف ناصر السلمي على الحال الذي وصل إليه الحي: «تأتي الأفريقيات كل يوم إلى مكان تجمع النفايات، ويبدأن بنبشها وفتح أكياسها لأجل الحصول على مبتغاهن منها، فهي بالنسبة لهن كنز يحصدن منه المال الوفير، ولا يلتفتن إلى ما سينبعث منها من أمراض وروائح، ما يتسبب في تجمع الحشرات والحيوانات مثل القطط وغيرها، حاولنا معالجة الأمر ولم نستطع، وتحدثنا مع أمانة محافظة جدة وأبلغناهم عبر أرقام التواصل ولم نجد حلا حتى الآن». وكشف عن أن «الغريب في الأمر أن سيارة الأمانة تأتي بنفسها محملة بالنفايات وترميها في الحي على مرأى من أعين المارة والساكنين، غير مكترثين بأحد وغير مبالين بتضجر أي شخص، وعندما تسألهم عن السبب لا يجيبونك، بل يأتي ردهم بكلمة: اشتكينا». وتساءل: لم نفهم القصة ولا الأسباب التي تجعلهم يزيدون تكدس النفايات بدلا من معالجتها، أليس دورهم هو التنظيف؟ كيف أصبحت الأمانة هي من تكدس النفايات؟ وأضاف: «يظن بعض الأهالي أن الموقع أصبح مرمى للنفايات فبادروا برمي مخلفاتهم في المكان، كل يوم يحضرون إلى الموقع لرمي النفايات والدمارات، ويساندهم في ذلك مخالفو نظام الإقامة والمجهولون وأصحاب المطاعم والبسطات، حتى أصبح المكان خليطا من الميكروبات والجراثيم». الإحلال السبب إلى ذلك، عزا الناطق الإعلامي في أمانة محافظة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري تكدس النفايات في الحي منذ أكثر من عشرة أيام إلى مرحلة الإحلال والتي تستمر لشهرين، مؤكدا أن هذا الأمر لا يعني توقف الخدمة في هذه المرحلة، ومشيرا إلى أن القصور نابع من الشركات القديمة التي ما زالت عقودها سارية المفعول. ووعد برفع المشكلة وتبليغ العمليات، مبينا أن الشركات الجديدة بدأت بعمليات النظافة في الحي، وستنتهي مرحلة الإحلال بالكامل في 17 جمادى الأولى المقبل.