تفاعلت الأزمة العسكرية بين حزب الله والجيش السوري الحر أمس، إذ هدد رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر سليم إدريس بقصف مواقع لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية متهما الحزب بقصف مواقع لعناصر الجيش الحر. وحدد مهلة للحزب تنتهي اليوم للتوقف عن عمليات القصف. وقال إدريس في تصريح صحافي إن «حزب الله يرسل مقاتلين للقتال مع نظام بشار الأسد في كل من دمشق وريف دمشق وحمص ولدينا إثباتات على ذلك». مضيفا أن الحزب يستخدم الأراضي اللبنانية لقصف الأراضي السورية ومواقع الجيش الحر. هذا هو المتغير الجديد في نشاط حزب الله وفي دخوله على ملف الأزمة السورية. وتابع إذا لم يتوقف قصف الجيش الحر وقصف قرانا من الأراضي اللبنانية، فإننا أمام العالم، نعلن، وهذا حقنا، حق الدفاع عن النفس، أننا سنرد على مصادر النيران. وكان الناطق باسم قيادة الثورة السورية في درعا جمال الوادي أكد في اتصال مع «عكاظ» احتجاجا رسميا إلى الدولة اللبنانية لإيقاف حزب الله عند حده ونشر الجيش اللبناني على الحدود مع سورية وهي ما زالت تنتظر ردا من الحكومة اللبنانية، وفي حال لم تتجاوب السلطات اللبنانية فإن الجيش السوري الحر مضطر للرد على نيران حزب الله في مواقعه المتمركزة في القرى اللبنانية الحدودية لحماية شعبنا وكرامتنا. من جهة ثانية، حذرت روسيا النظام السوري والمعارضة من أن استمرار النزاع العسكري بينهما يعتبر «طريقا مدمرا للطرفين»، في وقت تستمر العمليات العسكرية الواسعة على الأرض حاصدة مزيدا من القتل والبؤس كل يوم. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالقول «لا يمكن لأي من الطرفين أن يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري». وأعرب عن استعداد بلاده لتهيئة أرضية ملائمة للحوار بين المعارضة والحكومة السورية، فيما دعا أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي الرئيس بشار الأسد لنقل سلطته إلى نائبه وبدء حوار مع المعارضة. إلى ذلك، تعقد الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعا مغلقا اليوم في مقر الائتلاف في القاهرة برئاسة أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف لبحث نتائج اجتماع الهيئة السياسية الاستشارية للائتلاف الذي عقد يوم الماضي. وقال عضو الهيئة السياسية الاستشارية للائتلاف هيثم المالح في تصريح له إن «الاجتماع سيبحث لمدة يومين القضايا المتعلقة بمبادرة الخطيب بشأن حل الأزمة السورية عبر الحوار وما تبلور بشأنها في اجتماع الهيئة الاستشارية، بالإضافة إلى موضوع تشكيل الحكومة الانتقالية والمواقف الصادرة عن أعضاء الائتلاف بشأن التصور الخاص بتشكيل هذه الحكومة، إضافة إلى تطورات الأوضاع على الأرض داخل سورية والتحركات الدبلوماسية الدولية والعربية بشأن حل الأزمة».