يلتقي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اليوم في القاهرة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية أحمد معاذ الخطيب ورئيس الحكومة المنشق رياض حجاب، عشية انتهاء مهلة حوار اقترحها الخطيب على النظام، في وقت يستعد فيه «الإئتلاف» لطرح مبادرة سياسية جديدة، وسط انباء عن رفض القادة الروحيين المسيحيين الحل العسكري للأزمة الذي تزامن مع سيطرة جبهة «النصرة» المتشددة على مواقع عسكرية في الرقة حيث حصلت على مدافع بعيدة المدى وكميات ضخمة من الذخيرة. وكان العربي التقى أمس المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي للبحث في التطورات الأخيرة والخطوات المقبلة لمحاولة التوصل إلى حل. وقال عضو الائتلاف الوطني السوري هيثم المالح ل «الحياة» ان مبادرة الخطيب، التي انتهت منتصف ليل أمس، ولدت ميتة وأن الهيئة السياسية الاستشارية للإئتلاف ستجتمع في القاهرة الخميس في 14 شباط (فبراير) لمناقشة مشروع المبادرة السياسية الجديدة. وكانت دمشق شهدت أمس تنصيب بطريرك الروم الارثوذكس الجديد يوحنا العاشر يازجي الذي دعا، في حضور بطريرك الموارنة الكاردينال بشارة الراعي وبطريرك الكاثوليك غريغوريوس لحام وكبار المسؤولين في نظام الرئيس بشار الأسد، الى انهاء العنف في سورية بالحوار، بعيداً عن العنف والسلاح. وقال البطريرك الجديد: «نحن على رجاء يقين ان سورية حكومة وشعبا ستجد باب الخلاص بالحوار والحل السياسي السلمي لتتبدد غيمة العنف وتعود سورية الى الاستقرار والطمأنينة والسلام كما كانت دوما». واضاف، بعد شكره المسؤولين السوريين وفي مقدمهم الرئيس، ان الله لا يرضى «عندما يرى العيش المشترك المحب مع الذين يشاركوننا الوطن الواحد من غير المسيحيين يتقهقر هنا وهناك»، لاسباب عدة منها سياسية «ومنها اللجوء عندنا وعندهم الى نزعات اصولية لا تمت الى الدين الاصيل باي صلة». وشدد البطريرك على ان المسيحيين المشرقيين هم «مع اخوتنا المسلمين ابناء هذه الارض وفيها علينا ان نبقى، مشجعين العيش المشترك الكريم، ونابذين كل ضغينة وكل خوف وكل تعال». وتزامناً مع المراسم التي استمرت قرابة اربع ساعات وضمن اجراءات أمنية غير مسبوقة، كانت اصوات اطلاق الرصاص تسمع في باحة الكنيسة غير البعيدة عن الاطراف الشرقية للعاصمة التي تشهد اشتباكات وقصفاً دورياً في النزاع المستمر منذ اكثر من 22 شهراً. ومع اقتراب النزاع السوري من شهره الثالث والعشرين، تقدم المقاتلون المعارضون في الطبقة، مع سيطرة «مقاتلين من جبهة النصرة (الاسلامية المتطرفة) وكتيبة اويس القرني وكتيبة احرار الطبقة» على سرية المدفعية حيث استولوا على ذخيرة ومدفعية ثقيلة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «ان المقاتلين سيطروا على مبنى المديرية في المدينة، بعد ساعات من سيطرتهم على حاجز عسكري بقربه. ويأتي التقدم الجديد لمقاتلي «النصرة» وحلفائهم بعد ايام من دخول المقاتلين الى سد البعث الواقع بين الطبقة والرقة، وهما المدينتان الخاضعتان لسيطرة القوات النظامية في محافظة الرقة، بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على معظم ريفها. وفي محافظة دير الزور (شرق)، قصف المقاتلون المعارضون بالدبابات لواء للمدفعية يعرف باسم «اللواء 113»، واشتبكوا مع القوات الموجودة داخله محاولين السيطرة عليه. ويسيطر المقاتلون على ريف دير الزور، في حين لا تزال القوات النظامية مسيطرة على المدينة التي شهدت اليوم اشتباكات عنيفة في حيي المطار القديم والحويقة. في محافظة حلب (شمال)، قتل اربعة عناصر من القوات النظامية وجرح 20 آخرين على الاقل «اثر تفجير مقاتلين من جبهة النصرة مبنى كانوا يتمركزون فيه بقرية الدويرينة»، تلته اشتباكات بين الطرفين. وشن الطيران الحربي ثلاث غارات على مدينة زملكا ومحيطها الى الشرق من العاصمة، في حين تعرضت مناطف عدة للقصف منها مدينتا داريا والنبك.