عقه أبناؤه ، وأهملوه فآثر أن يفترش الأرض ويتغطى بالسماء ، وآل به الحال إلى اتخاذ العراء سكنا له ، حيث آوى إلى أسفل كوبري في العاصمة المقدسة وآثر أن يقضي بقية عمره مستظلا بسقفه. كان محمد عبشان الحارثي موظفا في أحد القطاعات ولأسباب خاصة آثر عدم الافصاح عنها فصل من وظيفته قبل نحو ربع قرن، حيث قال «قبل 25 عاما فصلت من الوظيفة وبقيت أضرب في الأرض بحثا عن لقمة عيشي من مكان لآخر حتى استقر بي الحال في مكةالمكرمة». وأوضح أنه يسكن تحت أحد الكباري بجوار الحرم منذ ثلاث سنوات وشارف عمره على العقد السادس ولا يجد له مأوى ومصدر عيشه تحميل العاجزين على عربة طبية حيث يكسب منها القليل، فيما زين مسكنه أسفل الكبري ببقايا مخلفات الحجاج من الاحرامات والسجادات. وفي هذا السياق يشكو الحارثي حاله قائلا «يسكن أبنائي في بيشة وهم يعلمون بحالي»، مشيرا إلى أنه لا يزال نشيطا ويستطيع العمل إضافة إلى أنه بما يكسبه من المال يأكل ويشرب ويتصدق. وأشار الحارثي إلى أنه فكر في دخول دار العجزة «فكرت ذات يوم في الدخول لدار رعاية المسنين ولكن شروطهم صعبة وكنت متخوفا من حبسي بداخلها فأنا لا أطيق الحبس»، موضحا أنه تردد في التقديم على الضمان الاجتماعي خشية التقاعس عن بحثه عن مصادر الرزق وفكر في أحد الأيام أن يتقدم لكي يجد له مسكنا يناسبه وعند التقديم أجابوه بأن العمر لم يصل إلى الحد النظامي.