افترش المعوق عبد المحسن بخيت المحلبدي (59 عاما) رصيف الشارع المواجه لمبنى فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة، رافضا الدخول للمبنى، «إلا إذا حصل على وعد بإيصال صوته للمسؤولين». ووصل المحلبدي إلى مقر المبنى مستندا بأذرع أبناء أخيه لتقديم اعتراضه على قرار هدم لجنة التعديات في محافظة خليص لمنزله الذي بنته الجمعية الخيرية في المحافظة ليقيه حر الصيف وبرد الشتاء. وما إن علم المشرف على فرع الجمعية في المنطقة الدكتور حسين الشريف بوجود المحلبدي أمام المبنى، خرج إليه وأقنعه بقبول الدخول إلى مقر فرع الجمعية وتسجيل شكواه بطريقة نظامية، إذ بدأ الباحث القانوني في الجمعية فارس الغامدي بدراسة قضيته وتسنيدها قانونيا. استغراب فرع الجمعية أكد ل «عكاظ» الدكتور حسين الشريف أن الجمعية تدرس شكوى المواطن المعوق تمهيدا لمخاطبة محافظة خليص لوقف الإزالة أو تأمين مسكن لائق للمحلبدي، مطالبا في الوقت نفسه لجنة التعديات بإشراك الشؤون الاجتماعية عند قرار الإزالة لتوفير منازل لسكان المنازل المقرر إزالتها قبل هدمها. واستغرب الشريف إزالة مسكن المحلبدي وأقاربه التي وفرتها الجمعية الخيرية، متسائلا: «لماذا لم تخبر الجمعية الخيرية بالإزالة لتوفير المساكن البديلة بالتنسيق مع الشؤون الاجتماعية، منعا من ترك هؤلاء الناس في العراء وبدون مأوى». وقال المشرف على فرع الجمعية: «حالة المحلبدي إنسانية قبل كل شيء وهذا يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار، فهو إنسان مقعد، واعدا المحلبدي بأن فرع الجمعية سيتابع قضيته على صعيدي إزالة منزله أو وضعه مع الشؤون الاجتماعية. هذه قصتي «عكاظ» التقت في مقر فرع الجمعية مع المواطن المحلبدي الذي قال: «لجأت إلى فرع الجمعية بعد أن أبلغتني لجنة التعديات بإزالة منزلي، إثر دعوى كيدية من بعض هوامير الأراضي، دون أي مستمسك شرعي يملكونه». وأفاد المواطن أنه يطلب من فرع الجمعية تكوين لجنة حقوقية إنسانية لبحث وضعه وإيقاف إزالة منزله ومساعدته طبيا، مشيرا إلى أنه رجل مريض ومقعد منذ 50 عاما، وأنه يسكن في منزل منحته إياه الجمعية الخيرية ليستره، «إلا أن فرحتي بالمنزل تلاشت بعد إبلاغي بالإزالة». جولة «عكاظ» ورافقت «عكاظ» المحلبدي إلى منزله في محافظة خليص (90 كلم شمال شرق محافظة جدة)، ووقفت عليه ورصدت خيمته البالية التي مزقتها الأيام وما يزال يسكنها إلى أن ينتهي بناء المنزل الخيري المكون من غرفتين والمراد هدمه. يقول المحلبدي من داخل خيمته: «هنا عشت وعاشت معي إعاقتي، وهنا كان الحلم في سكن يؤويني، أنا أعاني من عدم حصولي على كرسي أتحرك عليه، ويعينني على قضاء حوائجي أبناء أخوتي. توضيح الخيرية «عكاظ» نقلت معاناة المحلبدي إلى رئيس مجلس إدارة جمعية البر الخيرية في محافظة خليص الدكتور حمزة عبد القادر المغربي، حيث قال: رصد فريق مسحي قبل أعوام (ضمن إطار مشروع مكة بلا خيام) تسعة مساكن في هذا الموقع يعيش أهلها في خيام، وأوصت الدراسة استبدال الخيام بمساكن، ومنها خيمة المحلبدي. وتابع: هذه المساكن تقع بين قبيلتين في المحافظة وأحد المشايخ الذين تخصهم الأرض منح الأرض للجمعية لبناء المساكن عليها، وتبرع أحد الميسورين لبناء هذه المباني على نفقته الخاصة. واستطرد المغربي: «بدأنا إعمار المنطقة أواخر عام 1429ه بناء على موافقة الجميع وتحت أعين البلدية، فيما اعترض شيخ القبيلة الأخرى في المحافظة بحجة أن الأرض تخصه، ما دعا الجمعية للتوقف عن البناء». وفي تلك الأثناء، يقول المغربي وجهت الإمارة أن تكون هذه الأرض «بيضاء» وتدخل في إطار صلاحية البلدية وعلى المستفيدين من هذه المساكن التقدم لمنحهم إياها.وأعرب رئيس جمعية البر عن أمله في إيقاف الإزالة والعمل على إيجاد حل ودي بين جميع الأطراف، مشيرا إلى أن المستفيدين في حال خرجوا من منازلهم سيعيشون في العراء.