في الوقت الذي حذرت جوازات العاصمة المقدسة من عدم التعامل مع مخالفي أنظمة العمل والإقامة للحد من انتشارهم في حي الراشدية الواقع شرق مكةالمكرمة، بعدما أصبحت شوارعه متخمة بتلك العمالة السائبة، تذمر أهالي حي الراشدية بما يواجهونه من تلك العمالة السائبة التي أصبحت تحاصر مساكنهم، مما بث في نفوسهم القلق والخوف من خطورتهم التي تشكل خطرا على جميع النواحي الاجتماعية والأمنية والاقتصادية، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل السريع في حل معاناتهم التي تتفاقم يوما بعد يوم بزيادة العمالة السائبة. لكن المتحدث الرسمي باسم جوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين، أكد أن ملاحقة مخالفي أنظمة العمل والإقامة مستمرة ودائمة ولا تتوقف، لافتا إلى أن إدارة الجوازات تسير حملات ميدانية لملاحقة المخالفين في الميادين والشوارع، مطالبا من جانبه المواطنين بالتعاون مع الأجهزة لضبط مخالفي أنظمة العمل والإقامة، وعدم الاستعانة بهم في أية مهمة، مشيرا إلى أن تشغليهم يسهم في انتشارهم. واعتبر الأهالي في حديث ل «عكاظ» أثناء جولتها الميدانية أن حي الراشدية شاخ قبل أوانه لافتقاره لعدد من المشاريع التنموية التي يفتقدها حيهم. وقال عبدالرحمن القرشي إن أهالي الراشدية يتكبدون معاناة كثيرة لاختفاء تلك المشاريع التنموية التي لم تمر على حيهم، ومن تلك المعاناة افتقار الشوارع الداخلية في المخطط لمشاريع الإنارة والرصف الواجب تنفيذها في أي مخطط سكني. وانتقدوا وجود العديد من حظائر المواشي داخل الحي؛ كونها تسببت في تلوث البيئة من خلال تكدس مخلفات المواشي وانبعاث الروائح الكريهة في مختلف أرجاء الحي. وبين خالد فرج أن العمالة السائبة أتخمت شوارع الراشدية لغياب دور الرقابة عليها، الأمر الذي جعل الأهالي يطالبون الجهات المختصة بحملات تفتيشية لضبط تلك العمالة التي أصبحت منتشرة بشكل مباشر، مشيرا إلى أن أهالي الحي يضعون أيديهم على قلوبهم من تلك العمالة التي تشكل خطرا من جميع النواحي على حيهم، مضيفا أن الظواهر السلبية زحفت على شوارع الراشدية، فيما الروائح الكريهة تنتشر في جميع أنحاء المخطط بسبب تكدس حظائر المواشي في وسط المخطط. وأضاف محمد المنتشري أن العمالة المخالفة للإقامة ساهمت في تحويل حي الراشدية إلى عشوائي لما تعيشه من افتقار كبير في الخدمات الأساسية واحتضانها الظواهر السلبية، فارتفعت حدة معاناة الأهالي من العمالة السائبة وتدني مستوى الإصحاح البيئي، وتكدس النفايات في الطرق بكثافة، وتحولها إلى مصدر للحشرات والروائح الكريهة، ما أثار مخاوف الأهالي من الإصابة بحمى الضنك. من جهته، أوضح مصدر مسؤول من أمانة العاصمة المقدسة ل«عكاظ» أن «الراشدية» من الأحياء الحديثة، مشيرا إلى أن الأمانة أدرجته ضمن البرامج المجدولة لتزويده بالإنارة والرصف والسفلتة. وأكد أن هناك جولات ميدانية لمتابعة أعمال النظافة من قبل المراقبين الميدانيين، مطالبا الأهالي بالاتصال على عمليات الأمانة رقم 940 لإبلاغها حول وجود أي قصور في النظافة أو نقص في الحاويات.