قطعت شركة تنفذ مشاريع تنموية في وادي الجليل في العاصمة المقدسة، كابلات الهاتف والكهرباء عن مساكن الحي، فأضيفت هذه المعاناة إلى قائمة المشكلات التي يعاني منها الأهالي في المنطقة، والمتمثلة في غياب الخدمات الأساسية، وهجمات السيول التي تداهم مساكنهم بهطول الأمطار، إضافة إلى افتقادهم مصدات تحمي مركباتهم من السقوط في المنحدرات السحيقة. أكد جمعان الزهراني أن فرحتهم بقدوم إحدى الشركات المتخصصة إلى الحي لم تكتمل، مشيرا إلى أنها جلبت لهم المتاعب والخسائر لأنها تعمل بعشوائية ولا يوجد لديها أية استراتيجية في تنفيذ المشروع. وقال الزهراني: تتسبب الشركة في قطع كابلات الهاتف والكهرباء لفترات طويلة في اليوم، ما أدى إلى تلفيات في الأجهزة الكهربائية، وآثار نفسية لدى سكان الحي، مشيرا إلى انهم دائما ما يضطرون للخروج إلى أقاربهم في الأحياء الأخرى أو الشقق المفروشة. وطالب ببناء سد لمنطقة الهميجا في الحي التي تتجمع فيها مياه الأمطار لحماية مساكن الأهالي من هجمات السيول، موضحا أن الحي يعاني من انتشار الروائح الكريهة والحشرات الصادرة نتيجة تحطم أنابيب الصرف الصحي، لافتا إلى أنهم يعانون من بطء وتيرة تنفيذ المشروع، ما تسبب في اختناقات السير وإغلاق منافذ المركبات. وذكر الزهراني أن جاره فوجئ بصافرات الإنذار تنطلق من سيارته وصوت ارتطام، وعند معاينته للموقع وجد المركبة سقطت بالكامل داخل حفرة تصريف السيول، مرجعا الحادثة إلى تسبب أعمال الحفر في انجراف التربة وسقوط السيارة. وشدد الزهراني على أهمية أن يكون لأي مشروع خرائط على أماكن كابلات الكهرباء والهاتف وأنابيب المياه والصرف الصحي، داعيا إلى تكثيف المتابعة الميدانية لأي مشروع ينفذ من قبل الجهات المعنية. بدوره، أفاد حسين العطار أن غالبية شوارع حي وادي جليل تحتاج إلى سفلتة وإنارة ورصف وتوسعة، إضافة إلى حماية المركبات من السقوط في المنحدرات بوضع مصدات وحواجز، مؤكدا وقوع العديد من حوادث سقوط السيارات التي شهدها الحي من ارتفاعات شاهقة. وشكا العطار من انتشار العمالة السائبة في الحي، لافتا إلى أنها تشكل خطرا كبيرا عليهم من النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، مطالبا بحملات مكثفة من الجوازات عليها قبل تفاقم الوضع. وتمنى حمد الهذلي أن تستبدل أكوام النفايات في الحي إلى حدائق ومجسمات، إضافة إلى الاهتمام بالتشجير، ملمحا إلى أن وادي الجليل يعاني من تدني في مستوى الإصحاح البيئي. وألمح الهذلي إلى أن حي وادي جليل يعاني من نقص في الحاويات، ما تسبب في تكدس النفايات وانتشار الروائح الكريهة والحشرات في أروقتة بكثافة. إلى ذلك، تذمر معاذ محمد من العشوائية التي تطغى على وادي الجليل ما حوله إلى منطقة ملائمة لمخالفي أنظمة العمل والإقامة، داعيا إلى الاهتمام بالحي وإخراجه من العزلة المفروضة عليه منذ عشرات السنين. وبين أن الحاجة أجبرتهم على العيش في وادي الجليل على الرغم من المشقة التي يجدونها هناك، لافتا إلى أن بلوغ مسكنهم يتطلب منهم صعود جبل شاهق، ما ينهكهم بدنيا ونفسيا. في المقابل، أوضح منسق العلاقات العامة في أمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني أن حي وادي الجليل له الأولوية في جدول أمانة العاصمة المقدسة لتقديم الخدمات مثل الإنارة والرصف والتعبيد، في جميع أحياء مكةالمكرمة. بدوره، أكد المتحدث باسم الخدمات في أمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري أن الأمانة تنفذ جولات دورية على حي وادي الجليل لتأمين النظافة، ملمحا إلى أن وعورة التضاريس تجبرهم على تسيير فرق ميدانية راجلة للوصول إلى قمة الجبل في وادي الجليل، مؤكدا أن الأمانة لديها القدرة على استقبال أية شكاوى من الأهالي والتعامل معها لما فيه مصلحة الجميع.