إن من كدر الدنيا على الإنسان، أن يرد إلى أرذل العمر، ويكون في حاجة إلى رعاية، ولا يجد من يرعاه. في ثقافتنا المحلية الموروثة، حيث البيت الكبير الذي يجمع كل أفراد الأسرة: من الجد إلى الأحفاد،.. يعتبر مصطلح (دار المسنين) مفردة مرادفة: لتشتت الأسرة، وعدم تآلفها، وعقوق أبنائها. إنما في الواقع الاجتماعي الحالي، يفترض أن يكون للتشتت وعدم التآلف والعقوق وجه آخر؛ وهو عدم تسجيل من يحتاج إلى رعاية في (دار المسنين) الفندقية. ولكن، للأسف لا يوجد هذا النوع من الدور، والموجود حاليا: أولا، لا يكفي ففي منطقة مكةالمكرمة (داران) فقط، وبشكل عام: (10) دور في كافة مناطق المملكة ، وثانيا، الموجود لا يتمتع بالحد الأدنى من المرجو والمأمول.. وبالتأكيد، ليس هو ما نتحدث عنه هنا. المطلوب هو أن تتبنى الدولة بناء (دور للمسنين) على أساس صحيح ونظام فندقي رفيع المستوى تتوفر فيه الرعاية الصحية والاجتماعية والترفيهية. وأن يكون على غرار المدارس الأهلية.. أي أن يتم التسجيل فيه شهريا أو سنويا بمبلغ مالي، ليتاح للشخص الذهاب إليه خلال اليوم، أو خلال الأسبوع، أو حتى لساعات قليلة ليجد الرعاية والاهتمام والتسلية. بمعنى آخر، يصبح (الدار) أشبه ب (نادٍ) داخل منتجع طبي تشرف عليه ثلاث وزارات: الشؤون الاجتماعية، والشؤون الإسلامية، والصحة، وأن يكون مدفوع القيمة لتستطيع رؤوس الأموال المشاركة في تمويله والصرف عليه تحت إدارة تلك الوزارات. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم بناء (دور للمسنين) على طرق حديثة وصحيحة لتتحول إلى منتجعات لكبار السن الذين لا يجدون من يرعاهم خلال ساعات النهار، وليتمكن أبناؤهم من برهم في آخر أعمارهم إذا لم تسمح لهم الظروف ببرهم على الطريقة التقليدية . علما، أن (دار المسنين) هي واحدة من أهم منظمات المجتمع المدني، التي تكفل لكبار السن حياة أفضل. [email protected]