تستضيف القاهرة اليوم القمة الإسلامية التي تعقد في ظروف بالغة الدقة والتعقيد، ورغم حساسية التوقيت إلا أن طموحات الشعوب تفوق إمكانيات المنظمة وتتخطى رغبات الأنظمة، وإن كنا نأمل أن تقوم هذه المنظمة بالدور المأمول إلا أننا لا نعلق آمالا كثيرة على نتائجها، خاصة فيما يتعلق بالخلافات التي تزداد عمقا أو نتائج ثورات الربيع العربي أو تباين رؤى الدول حول القضايا الساخنة وفي مقدمتها سورية. تسعى إيران إلى إصدار بيان ختامي رمادي تجاه ما يحصل في سورية في القمة الإسلامية التي بدأت أعمالها أمس في القاهرة، فيما تؤكد أكثرية الدول الإسلامية على ضرورة إصدار موقف واضح وصلب تجاه ارتكابات النظام السوري والضغط باتجاه حل سياسي يرتكز على رحيل هذا النظام. بدأ مؤتمر القمة الإسلامية في القاهرة في ظل تحديات تحملها التداعيات الأمنية والسياسية العاصفة على مساحة العالمين العربي والاسلامي بفعل الحراك الشعبي والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تشكل خطرا على وحدة بلدانها وتماسكها فضلا عن تعاونها وتكاملها. ولعل قمة مكة الإسلامية السابقة بما طرحته من سقفٍ عال دعا إلى الوحدة والقفز بعيداً في مجال التعاون واحتضان القضايا الأساسية للأمة جعلت قمة القاهرة برمزية انعقادها ترمي إليها عيون المراقبين والمتابعين وتتطلع إليها آمال الشعوب العربية والإسلامية التي يدمي قلبها ما آلت اليه أوضاع القدس السجين والأسير وما بلغته وحشية آلة قتل النظام السوري لشعبه إضافة للأزمة السياسية في العراق جراء العنصرية التي يتحلى بها نظام الحكم هناك بفعل سياسة إبعاد هذا البلد عن ارتباطه الطبيعي العربي وإلحاقه بالنظام الإيراني لخدمة أهدافه الخاصة. كل ذلك يأتي في غمرة حراك إيراني متمادٍ في قلب عالمنا ينذر بالمزيد من التدخل السافر في شؤون العديد من بلدانه حيث بلغ ذروته في سورية خدمة لدعم نظام بشار في قتله لشعبه وتدميره لمقدرات بلده وحتى يكون كبش فدائه في صراعه مع الغرب. قمة المؤتمر الإسلامي شاركت فيها إيران التي ستتبرع لتكون حاضرة عنها وعن سورية الأسد بالوكالة بالطبع لتعمل ما استطاعت على التخفيف من بيان الإدانة الواضح والصريح لنظام القتل فيها، هذه الإدانة التي تسعى لها الدول العربية والخليجية وعلى رأسها المملكة التي تحمل بحق هذا الهم والتي لم توفر جهداً إلا وقدمته من أجل حقن الدماء في سورية وإبعاد شبح الاقتتال عن أمتنا فقدمت المبادرة تلو الأخرى وصولا إلى بيان مكة قمة الشهير الداعي إلى تأصيل وحدتنا العربية والاسلامية.