شدد خبراء ومحللون سياسيون واستراتيجيون في القاهرة على أهمية عقد القمة الإسلامية الاستثنائية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مكة يومي 26 27 من شهر رمضان الجاري مؤكدين ل«عكاظ» أنها تنطلق من قراءة واعية من جانب الملك عبد الله بن عبد العزيز لحجم المخاطر والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي والشرق الأوسط؛ بما يتطلب إعادة توحيد المواقف الإسلامية والدولية في مواجهة التحديات التي تعصف في المنطقة، وفي القلب منها الأزمة السورية، والملف الإيراني ومشكلاته التي يصدرها لدول الجوار. ورأى اللواء محمد قدري سعيد الخبير الاستراتيجي في مركز الإهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن المنطقة العربية والإسلامية تشهد أحداثا جساما خاصة على صعيد الملف السوري تتطلب عقد قمة على مستوى عال زمانيا ومكانيا ، وجاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتستثمر الأرض المقدسة مكة، و شهر القرآن لعقد هذه القمة الاستثنائية التي ينبغي أن تعمل على استعادة وحدة الصف العربي مجددا على أرضية علمية من وحدة المصالح في تحقيق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة. ويرى اللواء قدري سعيد أن المشهد في الشرق الأوسط يموج بالعديد من الأزمات سواء على صعيد الأزمة السورية، أو التصعيد الإسرائيلي بحصاره لغزة وغيرها، بجانب إيران ومشكلاتها مع دول الجوار في الخليج العربي. من جانبه أكد إبراهيم الدراوي المحلل السياسي، ومدير مركز الدراسات الفلسطينية في القاهرة أن هذه القمة جاءت في موعدها المهم للغاية وهو شهر رمضان شهر التسامح والغفران، سواء بين الأنظمة العربية أو الشعوب العربية ببعضها البعض لكي تتناسى الخلافات التي أدت إلى تمزق العالم الإسلامي، وتسببت في تشرذم القضايا الجوهرية. ومن الحاجة الملحة في الاتفاق بشأنها وإيجاد حلول عملية لمعالجتها، وفي القلب منها الأزمة السورية، وفلسطين، وبورما والصومال، والسودان . ويطالب إبراهيم الدراوي قمة مكة الاستثنائية بضرورة الاتجاه لدعم الدول التي اشتعلت فيها ثورات الربيع العربي، وسقطت أنظمة فاسدة. وهو دعم يدعو مجددا إلى تحقيق التكامل العربي والإسلامي من خلال تبني نظام عربي إسلامي جديد يستفيد من الأخطاء التي وقعت فيها الأنظمة الديكتاتورية، وجلبت لشعوبها الفشل والجهل، وتبي واقع جديد يحقق حلم الشعوب في الأمن والسلام خاصة الشعب السوري الذي أبكى العالم بسقوط شهدائه حتى من الأطفال الرضع وبصموده، وببسالته دفاعا عن وطنه وتطهيره من نظام الرئيس بشار الأسد. وأضاف الدراوي أن أهمية تلبية هذه الدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين لها عدة أوجه أولها أنها تعمل على توحيد العالم العربي والإسلامي في ظل شهر كريم، شهر الانتصارات الإسلامية، وتلبية الملوك والرؤساء نداء هذه القمة هو تلبية لجمع شمل المسلمين مجددا في مواجهة كافة التحديات الداخلية والإقليمية والعالمية .