تحولت دعوة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب إلى الحوار مع النظام إلى مادة سجالية، تفاوتت فيها ردود الفعل بين موقف أمريكي مؤيد، وهجوم شديد من المجلس الوطني المعارض، وتشكيك من قبل الأوساط المقربة من النظام السوري، وترحيب من الجامعة العربية. وقد شن المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، حملة عنيفة مساء أمس على رئيس الائتلاف، رافضا «الدخول في أي حوار أو تفاوض» مع نظام الأسد. وجاء ذلك غداة مد الخطيب يده إلى النظام والطلب منه انتداب نائبه فاروق الشرع للتحاور مع المعارضة «للتساعد على حل الأزمة». وقال المجلس في بيان نشر على صفحته على موقع «فيسبوك» إن «ما سمي بمبادرة الحوار مع النظام إنما هي قرار فردي لم يجر التشاور بشأنه، ولا يعبر عن مواقف والتزامات القوى المؤسسة له». وقال البيان «إن اجتماع رئيس الائتلاف مع وزير خارجية النظام الإيراني يمثل طعنة للثورة السورية وشهدائها، ومحاولة بائسة لتحسين صورة طهران وتدخلاتها في الشأن السوري ودعمها النظام بكل أدوات القتل والإرهاب». من جهتها، اعتبرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من النظام أمس أن العرض الذي تقدم به رئيس الائتلاف المعارض للتحاور مع ممثلين للنظام لإنهاء الأزمة السورية «جاء متأخرا» وأن المطلوب هو «محاربة الإرهاب» على حد قولها، وذلك بعد ترحيب واشنطن بهذا العرض مشترطة عدم منح الرئيس بشار الأسد أي حصانة. ففي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أمس الأول «إذا كان لدى النظام أدنى اهتمام بالسلام، يتعين عليه الجلوس والتحدث الآن مع الائتلاف السوري المعارض، وسندعم بقوة دعوة الخطيب». ورحب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بمبادرة الخطيب، وقال العربي في بيان إن مبادرة الخطيب «تندرج في إطار ما جرى التوافق عليه في الإعلان الصادر عن مجموعة العمل الدولية التي انعقدت في جنيف في 30 (حزيران) يونيو الماضي». وأكد ضرورة الاستفادة من أية فرصة متاحة لكسر دائرة العنف وحقن دماء الشعب السوري ووضع هذه الأزمة المستعصية على مسار الحل السياسي المؤدي إلى الاتفاق على ترتيبات المرحلة الانتقالية. ميدانيا، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين أمس حول ثكنة للجيش في مدينة حلب في شمال سورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك غداة سيطرة الجيش السوري على بلدة في ريف حلب. وشن الطيران الحربي السوري أمس غارات عدة على مناطق في ريف دمشق، فيما تعرضت مدينتا دوما وداريا للقصف. وشمل القصف أحياء في جنوب العاصمة. وفي حصيلة غير نهائية، قتل 64 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية أمس بحسب المرصد.