أصبحت السيول بعبعا وكابوسا يطاردنا كلما حان موسم الأمطار وغامت السماء وبدأت القطرات الصغيرة تهطل على الأرض. وبعد أن كان موسم الأمطار والسيول هو الموعد المنتظر، غدا في خاطرنا وعيدا بخطر محدق. ولكنني هنا لن أتكلم عن أسباب تحول المطر من وعد إلى وعيد. ولن أصف فواجع السيول وأذكركم بفواجعها. ولكن الذي يخطر على بالي هذه الأيام هو التقارير المفجعة عن التحدي الذي تواجهه المملكة بالنسبة لمنسوب المياه الجوفية، والصعوبات التي تواجهها الزراعة بعد الهدر الكبير للاحتياطي المائي في العقود الماضية. ولهذا أتساءل ولا أملك الإجابة. وتساؤلي هو إذا كنا فعلا وهذا مؤكد نعاني من عجز في المخزون المائي، فلماذا ندفع المليارات لمشاريع تصريف المياه؟ أجل، هل يعقل هذا؟ بلد يعاني الأمرين من نقص المياه، وعندما يمن الله عليه بالماء يهدره في البحر. ولأنني لا أملك تصريفا لهذا الفعل. ولأنني لا أقتنع بأي تبرير لهذا الفعل. فإنني إذن سأعتبر هذه المشاريع نوعا من الهدر أيضا. فهذه المياه كان بالإمكان الاستفادة منها، والمليارات التي بذلت لمشاريع تصريف المياه يمكن أن تنشئ خزانات هائلة لحفظ المياه أما مشكلة المدن من ارتفاع منسوب المياه الجوفيه فحله ليس في تصريف السيول ولكن في قدرة مشاريع الصرف في القيام بدورها على أكمل وجه. أخيرا لا زلت مصرا على أن مشاريع تصريف السيول مثلما هي هدر للمال العام فهي للأسف هدر لنصيب الأجيال القادمة من مخزون المياه الجوفية. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 107 مسافة ثم الرسالة