لطالما ظل الحديث عن وجود النساء السعوديات في منظومة الرياضة أمرا شائكا اجتماعيا، يشوبه كثير من القلق، وينقسم حوله الكثيرون مابين مؤيد من منطلق مواكبة نمط الحياة الصحية دون المساس بالثوابت، ورافض لاعتبارات مختلفة وحساسة حالت دون التفكير في دراسة ملف السماح للعوائل بالدخول إلى الملاعب، وفق الحدود الشريعة والاجتماعية مرارا وتكرارا جملة من التساؤلات حول حقيقة التخوف الذي يكتنف البعض إزاء وجود العنصر النسائي في الرياضة وفشل التجربة، بعد أن برهنت التجربتان على سير الأمور بشكل طبيعي فضلا عن نجاحها في دول الجوار، وعن تواجد العوائل السعودية في مدرجات خليجي 21 بكثافة حملت دلالة على إمكانية تطبيق التجربة في الوقت الحالي من وجهة نظر البعض. وبين الطرفين حاولت « عكاظ» ملامسة القضية من منظور العائلات السعودية، ووقفت على رؤى بعضهن عن قرب عبر الاستطلاع الذي طالبن فيه باستحداث أقسام في مدرجات الملاعب، تسمح لهن بحضور المباريات، وتشجيع الفرق الرياضية، وكسر احتكار الرجال للحضور إلى الملاعب، حيث اعتبرن ذلك مساندا للفرق والمنتخبات، ومن شأنه أن يرتقي بالحضور الجماهيري، ويحقق المصلحة ولاسيما أنه سيكون وفق الضوابط الشرعية والأخلاقية، فإلى التفاصيل: تقول أبرار محمد لا أرى في مبررات التوجس من هذا الأمر أمرا مقنعا. فوجود النساء في المدرجات يندرج ضمن مجال الترفيه الذي يفترض أن يكون لها نصيب منه، وهو حق لها طالما لم ينل من كرامتها، ولم يتجاوز الحدود الشرعية، أو يخل بالعادات والتقاليد، وشأن الحضور للملاعب، وتخصيص أقسام للنساء فيه شأن أي نشاط اجتماعي آخر يمكن أن يحقق لنا الفائدة، دونما إخلال بالنظام أو التجاوز عليه، أو حتى بوجود العائلات التي لديها القدرة على فرض النظام ذاتيا. فكم هو جميل أن تستمتع العائلة بمشاهدة المباريات، وتحضر لمؤازرة فرقها بكل روح رياضية، وأضافت، الذهاب إلى الملعب بالنسبة لنا هو نوع من التغيير والترفيه الإيجابي ولاسيما عندما يخصص رب الأسرة جزءا من وقته لمرافقة عائلته في مدرجات العائلات، وكسر الروتين، نتمنى أن يعاد النظر في الأمر، ولاسيما في ظل وجود بعض التجارب الناجحة التي يمكن الاستفادة منها. وتشاركها نجلاء الأحمدي الرأي قائلة: برأيي أن تخصيص كبائن في الملاعب خاصة للسيدات لها مداخل خاصة أمر يساهم في تبديد أي مخاوف من السماح للنساء بحضور المباريات، وتضيف، للنساء حق في السماح بالتواجد، ومؤازرة أنديتهن وهي نوع من التعبير عن الميول الإيجابية، ولها الحق فيه كما للشباب، فضلا عن أن دعم المنتخب أمر آخر فهنا يجب أن يسمح لنا بالتواجد، وبرأيي ذلك سيسهم في زيادة الحضور الجماهيري، وطالبت الأحمدي بوجود مقر خاص للصحافيات الرياضيات للتغطية في الميادين الرياضية. مساندة وترفيه أما سارة الغامدي « مبتعثة سعودية» فتقول تشكل الرياضة أمرا مهما جدا للجماهير النسائية خاصة في هذا التوقيت، حيث طرحت المساندة النسائية للأندية السعودية خارجيا أكثر من علامة استفهام حول ارتباط هذه الظاهرة بمعايير جغرافية تعكس في المقام الأول حرص المشجعات على دعم ومساندة رياضة الوطن، وكافة ممثليها في المباريات التي تقام خارج حدود الدولة فضلا عن المنتخب، وتضيف شكلن حضورا لافتا لم يخالف أو يتجاوز وهنا جوهر المسألة. فيما تقول دلال الشهري بالنسبة لي أجد في تخصيص مدرجات للعوائل فرصة حقيقة لمشاركة أبنائنا وأشقائنا الحضور للمدرجات، وتضيف تواجدت في خليجي 21 في البحرين، وكنت رفقة عائلتي إبان احتضان المنامة للمنافسات وتواجدنا لدعم المنتخب السعودي، وكنا من أول المساندين له، وكانت الأجواء ممتعة، ولم نجد ما يسبب أي مشكلة، أو يثير القلق. فالرياضة بالنسبة للمشجعات مهمة، وتطورت في الأعوام القليلة الماضية، وكم نتمنى أن يتم الأخذ في الاعتبار تخصيص كبائن مخصصة للعائلات في الملاعب منفصلة تماما عن الرجال لكون شريحة كبيرة من النساء أصبحن من هواة التشجيع ولاسيما المنتخب، وهذا سيزيد من حجم الإيرادات، ويرفع معدل الحضور الجماهيري. عوازل وانضباط وبينما تؤيدهن أريج إسماعيل إلا أنها ترى ضرورة الفصل بين مشجعات الفريقين بعوازل خاصة تتيح لهن حرية المؤازرة مهما اختلفت الميول، وتطالب أن يتم العمل على السماح لهن بحضور المباريات بالشكل الذي نشاهده في دول مجلس التعاون الخليجي، ووفق أنظمة صارمة تحد من أية تجاوزات، وترفع مستوى الحضور الجماهيري والوعي بذلك، ورأت أنه آن الأون لكسر احتكار الرجال لهذا التواجد، وأن وجود العوائل يسهم كثيرا في تثقيف الجماهير منذ الصغر، ومراقبتهم عبر مشاركتهم الحضور والمساندة. وتصف رغد أدهم التشجيع من مدرجات الملعب أنه ذو نكهة خاصة، ويشعر بالحماس خصوصا إذا كانت المباراة وطنية، وقالت حان الوقت ليكون للمرأة دور حيوي في رفع معدل الحضور الجماهيري المتراجع عبر مواقع خاصة مؤمنة بشكل جيد، وتحت طائلة الانضباط الاجتماعي والشرعي، وذكرت أن وجود المشجعات من شأنه أن يغير كثيرا من المفاهيم، وأن القلق منه غير منطقي ولاسيما بعد نجاح التجارب القليلة السابقة محليا مع الإعلاميات، وبعض المشجعات الأجنبيات، داعية إلى إعادة النظر في الأمر. أما نوف زيني فتقول إن حضور العائلة لأرض الملعب يضبط سلوكيات المشجعين أيضا، ويرفع من درجة الوعي لديهم، ويرتقي بمفهوم التشجيع. انعكاس إيجابي تعلق الأخصائية الاجتماعية رقية فتيحي على هذه المطالب بالقول إن وجود عائلات سعودية داخل الملاعب، وتفعيل دور المرأة في الرياضة من الأمور التي يجب الاهتمام بها، لانعكاسها الإيجابي على اللاعبين داخل المستطيل الأخضر فضلا عن الروح التي تعزز التآلف بين الأسرة، ومشاركة الأم أبناءها مثلا، فوجود المشجعات ضمن العائلة مطلب؛ إذ ليس من المعقول أن يذهب الابن مع أصحابه، أوالفتاة مع صديقاتها لأماكن مختلفة وتجاهل وجود الأسرة، لابد من التكاتف بينهما، وأن يستمتعا بالأنشطة المختلفة، ومتابعة الرياضات المختلفة، كما أن ذلك سيعطي اللاعبين بالمقابل دعما إيجابيا كالفرح والحماس من أجل حضور العائلات لأجلهم .