تشهد مراكز الشقق المفروشة في جدة خلال هذه الفترة حالة من الرواج والانتعاش، وهو ما أدى إلى أن يوحد موظفو الاستقبال في تلك الشقق كلمتهم في الرد على النزلاء المستفسرين عن شقة خالية، وهي»العمارة فل» العدد كامل، أو جميع الوحدات مشغولة. ويزيد استخدام تلك العبارة، في الوقت الذي حرص فيه زوار مدينة جدة إلى استثمار عطلة إجازة النصف الدراسي الأول، حيث توجه الكثير من الأسر من مختلف مناطق المملكة إلى أداء مناسك العمرة، ومن ثم التوجه إلى عروس البحر لقضاء الوقت المتبقي من الإجازة بين الشواطئ، والأماكن الترفيهية، والأسواق التجارية التي استعدت منذ وقت مبكر، تزامنًا مع انطلاق مهرجان «هيا جدة». وطالب أكثر الزوار الذي تحدثوا ل»المدينة» خلال جولة قامت بها على المراكز التجارية، والوحدات السكنية المفروشة، بزيادة الشقق لأنهم تفاجئوا بعدم وجود سكن بسبب الزحام وكثر الطلب على الوحدات السكنية المفروشة، وهو دلالة على أن المواطن يفضِّل الإقامة في الشقق المفروشة عن الفندق، إذ توفر له الأولى الخصوصية التي يتميز بها المجتمع السعودي. ويقول محمد عبد الرحمن، التقته «المدينة» في إحدى الأسواق التجارية: قدمنا من الرياض برفقة العائلة لقضاء الإجازة في جدة ودائمًا نقضي الإجازات هنا لتميزها بالأجواء المعتدلة، عن باقي المناطق خاصة هذه الأيام، ولحضور المهرجانات والاحتفالات والعروض المصاحبة. وأضاف: هناك ارتفاع في الأسعار هو أكثر ما يثقل كاهلنا، تعبنا إلى أن حصلنا على سكن وبسعر خيالي، ولكن ما ينسينا هم التعب هو الأجواء الرائعة والاستمتاع والجلوس على شاطئ البحر، فالسياحة في جدة لها طابع خاص، ولكننا نطالب بخفض الأسعار وعدم استغلال الاجازات. أما فيصل الثبيتي «من الطائف برفقة عائلته فيقول: أتينا إلى جدة للاستمتاع بالأجواء الرائعة هذه الأيام ولحضور المهرجانات والعروض الرائعة وزيارة الأقارب والأهل، ولكننا وجدنا صعوبة في الحصول على شقة خالية، بالأمر كان صعبًا، خاصة وأننا فضلنا الإقامة في الشقق المفروشة عن الفنادق، فالشقق السكنية تشعر النزيل بالخصوصية أكثر من الإقامة في الفنادق. ويؤكد: مدينة جدة هي مدينتي المفضلة لقضاء أوقات الإجازة ومهرجاناتها متنوعة للصغار والكبار وبصراحة العروض المصاحبة رائعة جدًا وتخاطب كافة أفراد الأسرة. في المقابل التقينا بعدد من الشباب القادمين من الرياض، لقضاء الإجازة في جدة ويقول سلطان حمدان: أتيت إلى جدة برفقة ثلاثة من الأقرباء للاستمتاع بالأجواء الرائعة، والحمد لله حصلنا على سكن بعد تعب، وبصراحة كل شيء في تلك المدينة «العروس» جميل، ولكننا نصطدم دائمًا الجملة التي تواجه الشباب في معظم الأماكن ، وهي «مخصص للعائلات فقط»، لذا فإننا لا مكان لنا غير الجلوس على البحر، فهو المكان الوحيد المفتوح الذي يستقبلنا من دون لافتات «للعوائل». خال الزهراني «مستثمر في أحد مراكز الشقق المفروشة بجدة» يقول: حجوزات عطلة الربيع بدأت منذ وقت ومبكر، وعدم وجود وحدات خلال العطلة خارج عن إرادتنا، إذ أن عملاء الشقق، دائمو النزول لدينا، وهذا الأمر يجعل الحجوزات تتم قبل الإجازة. وأضاف: كثافة السؤال عن وحدات سكنية جعلنا نرفع لافتة، «العمارة فل». وعن رأيه في شكوى البعض من أن الأسعار مرتفعة خلال موسم عطلة الربيع، يقول الزهراني: الأسعار طبيعية جدًا وليس فيها مبالغة ونحن ملتزمون بالأسعار ولا نستغل الإجازات لرفع الأسعار، وكل الشقق السكنية تختلف عن غيرها بحسب الموقع والديكور والأثاث، والأسعار توضع حسب التكاليف.