استبشر الرياضيون كثيرا بالقرارات الاخيرة الصادرة عن اتحاد القدم السعودي بشأن المدرب الهولندي فرانك ريكارد، وأجمعوا على أنها بداية العودة للمسار الصحيح رغم التأخر في الاقدام عليها، واستغربوا في الوقت ذاته تجاهل إسناد المهمة للمدرب الوطني خالد القروني في ظل النجاحات التي حققها مع منتخبات الفئات السنية ومعرفته بكثير من التفاصيل التي ربما تغيب عن المدرب المؤقت الاسباني سيرخيو، وطالبوا الشارع الرياضي بفتح صفحة جديدة مع اتحاد القدم الذي يخوض تحديا صعبا في ظل الاوضاع التي تمر بها كرة القدم السعودية وتعانيها منذ سنوات. يرى الدكتور مدني رحيمي أن قرار الاستغناء عن ريكارد لم يكن مستغربا وكان منطقيا وفي صالح الرياضة السعودية، لكن ما يثير الغرابة هو إسناد المهمة للاسباني سيرخيو وتجاهل الأحق بها الوطني خالد القروني، وقال لقد جاء اجتماع الاتحاد السعودي لكرة القدم إيجابيا بالاستغناء عن المدرب السابق وهو قرار كان يفترض اتخاذه منذ فترة قياسا بتخبطاته مع المنتخب فلم يضف جديدا طوال تواجده ولكن في الوقت نفسه لم يحل المشكلة وتجاهل ابن الوطن وصاحب النجاحات الاخيرة خالد القروني كان غير منصف سيما في ظل نجاحه في المهام التي أسندت له وآخرها الأداء الجيد للمنتخب في بطولة غرب آسيا برغم غياب وأضاف: كان يجب ان توضح الأسباب التي تم بموجبها اختيار المدرب المؤقت وهو الذي لم تكن نتائجه ومسيرته مع المنتخب مشجعة ولكن ربما أن رأي المستشار الاسباني هو من جعلهم يختارونه لأنه من الطبيعي أن يرشح ابن جلدته، وتساءل إلى متى ونحن نمنح المدربين الوطنيين الفتات ثم نقول إننا منحاهم الفرصة. واختتم حديثه بالقول: يجب الآن ان ننظر للمرحلة المقبلة بعين متفائلة قائمة على الوضوح والشفافية بين الاتحاد السعودي والشارع الرياضي البعيدة عن التخبطات التي حدثت في الفترة السابقة سواء في القرارات أو التبريرات التي حدثت لبعض المواقف المعروفة. بينما يرى الكاتب والناقد الرياضي صالح الحمادي ان العمل المهم يجب تركيزه على المنتج الأساسي وهو اللاعب. وأضاف: بلا شك ان قطار المنتخب خرج عن طريقه ويحتاج إلى عمل جبار لإعادته لجادة النجاح من خلال توجيه الاهتمام للمنتج الأساسي وهو اللاعب من خلال تطبيق لوائح وأنظمة الاحتراف كما يجب مع التركيز على تنظيف عقول اللاعبين كحرصنا على تنظيف أجسامهم من كل السلبيات لا سيما انه وخلال فترة بسيطة تم اكتشاف لاعبين في النصر والهلال بعينات ايجابية للمنشطات وهنا يجب على الأندية ان تضع في العقود ما يحفظ شخصية اللاعبين. وشدد الحمادي على ضرورة ان يتعامل الاتحاد مع الجميع بعدل ومساواة ودون تمييز بين صغير وكبير مع فرض ان يكون المساعدون الفنيون في كل الأندية من المدربين الوطنيين وان تعمل الأندية على مواكبة تطوير الإداريين من خلال تثقيفهم، كما قلل من دور المدرب مهما كان اسمه وحجمه في النجاح المطلوب. ومضى يقول: لا شك ان المرحلة تحتاج إلى عمل جبار وعلى كافة الأصعدة فليست القضية متعلقة بالمدرب وحده بدليل ان إخفاق اللاعبين امتد معهم من أنديتهم خلال مشاركاتهم في البطولات الخارجية وصولا للمنتخب ولو حققوا البطولات مع الأندية لجاز لنا القول إن الإخفاق يتواجد في المنتخب فمن هنا علينا الا ننتظر من سيرخو أو غيره من المدربين صنع المعجزات فالشق اكبر من الرقعة. وحول عدم اختيار القروني قال: كل ذلك راجع للاتحاد السعودي الذين يجب ان نمنحهم كامل الفرصة لإقرار ما يرونه صالحا ولكن يجب عليهم ان يعملوا بأفكارهم ورؤيتهم وليس بأفكار ورؤية غيرهم. أزمة ثقة من جانبه، قال الكاتب محمد الشيخ: على الإعلام الرياضي والجماهير السعودية ان تبدأ من هذه اللحظة التعاطي مع الاتحاد السعودي برئاسة أحمد عيد بشكل أفضل وفتح صفحة جديدة وألا نحمله تركة ثقيلة لا دخل له فيها. وأثنى على قرار إقالة ريكارد قائلا كان قرار الإقالة منتظرا للمدرب الذي لم يقدم طوال تواجده ما يشفع له والجميل انه جاء بالتصويت وليس بقرار انفرادي كما كان يتخذ سابقا وإن كنت أرى من وجهة نظر شخصية أن خالد القروني هو الرجل المناسب للمرحلة لسببين، أولهما أننا بحاجة إلى مدرب قادر على إخراج اللاعبين من سلبيات الإخفاقات السابقة وثانيهما نحتاج إلى مدرب مرحلة قادر على صياغة المنتخب ولملمة أوراقه، ولكن طالما تم اختيار سيرخيو فهو الخيار الذي يجب ان ندعمه للوصول للمطلوب في اللقاءات القادمة، وعدم اختيار القروني أو غيره من المدربين الوطنيين ما هو إلا امتداد لأزمة الثقة التي يعيشها الاتحاد مع المدربين الوطنيين. في المقابل، أثنى الكاتب والناقد الرياضي حمد الدبيخي على قرار إقالة ريكارد وإسناد المهمة للإسباني وقال: من المؤكد ان الاتحاد في اجتماعه الأخير اقر ما كان منتظرا ان يقوم به وكان مطلبا للشارع الرياضي وقد كان اختيار الاسباني سيرخيو هو الوضع الصحيح والسليم قياسا بالظروف الصعبة التي ربما عجلت بالاتحاد السعودي لاختياره. وشدد على صعوبة المرحلة الحالية لاختيار القروني لتدريب المنتخب السعودي بالقول: المرحلة الحالية صعبة لاختيار خالد القروني للإشراف على تدريب المنتخب ليس تقليلا من إمكانياته ولكن البنية التحتية والظروف السيئة التي يعيشها الاخضر لن تساعده على النجاح خاصة في ظل الإحباط الذي يعيشه الشارع الرياضي جراء النتائج السيئة للمنتخب.