غادر المنتخب السعودي كأس الخليج الاخيرة دون ان يترك أية بصمة في هذه البطولة. تعودنا كرياضيين سعوديين مع كل إخفاق للأخضر يصاحبه جدل ونقاش واسع عن تطوير الكرة ومن يتحمل مسؤولية هذا الإخفاق.. وتبدأ حرب شعواء وكل يرمي بالتهم ويوزعها على لاعبين وإداريين أو جهاز فني وحتى الإعلام يدخل ضمن قائمة من يتحملون المسؤولية.. ومع كثرة تلك النقاشات والأطروحات لم نعرف الخلل والعلة أين تكمن. فهناك من اعتبر الدوري المحلي ضعيفا وهذا تناسب مع أداء المنتخب في السنوات الأخيرة، وربما كان هذا رأيا لا يحمل الكثير من الصحة، فالدوري الإنجليزي أقوى دوريات العالم في حين نتائج المنتخب الإنجليزي لا تتوازى مع قوته. حتى من اعتبر وجود اللاعب غير السعودي عائقا أمام إبراز وظهور أسماء محلية، هذا أيضا ليس بالصحيح فالدوريات الأوروبية نسبة تواجد اللاعب الأجنبي أكبر مما هي في دورينا ومع ذلك مستويات المنتخبات لديهم في تصاعد والمواهب الأوروبية في نمو. آراء مغايرة اعتبرت الخلل في المدرب فرانك ريكارد. وهناك من حمل اللاعبين المسؤولية. حتى رئيس اتحاد الكرة الجديد أحمد عيد طالته هو الآخر الاتهامات، وهذا ليس بغريب فهذا الجدل والحراك والتراشق الإعلامي مصاحب مع كل تعثر للأخضر السعودي، وهذه الأجواء ستجعل القرارات الصادرة انفعالية بعيدة عن الجذور الحقيقية للمشكلة. فالواضح أن التشخيص الحقيقي لعلة الكرة السعودية لم يتم التوصل إليه لحد الآن وهذا هو أهم الأسباب وأول المعوقات والمشاكل التي يجب حلها لكي يتم التوصل لخطة علاجية تعيد العافية للمنتخبات السعودية، فالأيام الحالية أثبتت أن أكثر القرارت التي تم اتخاذها سابقا بقصد العلاج ما هي إلا مسكنات وقتية انتهى مفعولها سريعا ولم يكن لها أي تأثير إيجابي للعلة الحقيقية. الكرة السعودية تحتاج لتشخيص حقيقي لمعرفة الداء والدواء بعيدا عن أي مزايدات أو صراعات إعلامية ودون التعصب للأندية. التشخيص يجب أن يشمل كل المنظومة التي تساهم في تكوين وإعداد المنتخبات السعودية؛ اتحاد كرة وأندية ولاعبين وإعلام.. من يتحمل المسؤولية أكبر؟ خلوديات العقم الهجومي للمنتخب موجود من 2011 وإلى الآن العلة موجودة!! التأهل لكأس العالم 2006 آخر إنجاز سعودي.