بعد تعادل المنتخب السعودي مع ليونيل ميسي وزملائه والمستوى المميز الذي ظهر به لاعبو الأخضر، بات المشجع السعودي ينتظر انطلاقة دورة كأس الخليج بالبحرين ممنيا نفسه بمشاهدة منتخب يعيد له زمن الانتصارات وفريق لا يقف في طريقه أي من المنتخبات المشاركة. أمام العراق كانت صدمة البداية، السيد فرانك ريكارد حمل اللاعبين هذه الخسارة، فإذا سلمنا جدلا أن اللاعبين تحملوا هزيمة العراق فمن يتحمل الإخفاقات التي سبقتها؟ المدرب الهولندي تذمر من عدم وجود لاعب سعودي يجيد صناعة اللعب باستثناء أحمد الفريدي الذي لم يشارك مع فريقه الهلال مؤخرا. وهذه النقطة تحديدا أدان فيها ريكارد نفسه لأنه طيلة الفترة الماضية لم يجد حلا فنيا لهذه المشكلة. كان بالإمكان التركيز على لاعب يمتلك بعض المزايا التي تؤهله لأن يكون صانعا لألعاب الأخضر وتأهيله في الوديات التي خاضها المنتخب. لن نحمل الإخفاق كله للسيد ريكارد، فبالتأكيد هناك أسباب أخرى ساعدت في الوصول للوضع الحالي. المنافسة المحلية رفعت درجة الاحتقان والتعصب بين الجماهير فأصبح الانتماء للأندية أقوى من الانتماء للمنتخب، وهو يخلق أجواء عامة لا تشجع على تحفيز اللاعبين ولا تقديم مستويات فنية مميزة. ومشكلة الكبتنية في لقاء العراق هي انعكاس للأجواء العامة في الشارع الرياضي السعودي وكيفية تقدير الأمور في ظل الوضع الراهن. خطوات جبارة قامت بها المنتخبات الخليجية للمضي قدما نحو صناعة كرة قدم متطورة تستطيع المنافسة قاريا كخطوة أولى ثم عالميا في هدف بعيد المدى. لذلك أصبحنا لا نستطيع تحقيق الانتصار على منتخبات كنا في الماضي لا نجد أي صعوبة في الفوز عليها وبعدد وافر من الأهداف. دورينا الأقوى عربيا لم يفد في شيء مع المنتخب. الأندية هي الأعمدة الرئيسية الداعمة للمنتخب الوطني، فإذا لم تكن ذات تأسيس قوي مثالي فإن ما تصدره لن يكون بذات الجودة المرجوة لصناعة منتخب قادر على المنافسة القارية والعالمية قبل الخليجية. المستوى الفني للدوري السعودي انخفض كثيرا عن السنوات السابقة، والفرق تذبذب واضح وكبير في نتائجها وهو ما انعكس سلبا على المنتخب السعودي. منذ 2006 والكرة السعودية تسلك منحنى تنازليا وبشكل سريع. الجمهور السعودي في المنامة يطمح للعودة باللقب ولا يريد أن يتسلف الضحكة. خلوديات لقب خليجي 21 إذا لم يحققه الأخضر السعودي، فربما ينتظر طويلا لتحقيق اللقب. مباراة الأرجنتين الحسنة الوحيدة لريكارد والباقي مشي حالك. كأس آسيا وخرجنا من الدور الأول، وكأس العالم ما وصلنا، طيب كأس الخليج بس!!.