تعثرت خطى (الأخضر) في محطة كوريا وتأجل حسم التأهل الى نهائيات كأس العالم، ومع صافرة الحكم السوري محسن بسمة الذي أدار المواجهة، أصبح الكل يفتي ويعرض أسباب عدم التأهل المباشر، وظهرت مع الأسف لغة العاطفة في الكثير من الأمور، فهناك من رمى بالمسؤولية على عاتق بيسيرو وهو الذي لم يجف حبر تجديد عقده، وآخرون لاموا اللاعبين، وفئة أخرى هاجمت الحظ وألقت بالمسؤولية على عاتقه. ولا هذا ولا ذاك توصلوا للسبب الذي يجعل المنتخب يخوض مواجهة حاسمة على أرضه وأمام أكثر من 70 ألف متفرج بعضهم تعرض لضربات الشمس نتيجة ذهابه المبكر الى الملعب، دون أن يعوض ذلك بفرحة التأهل، اتجهت الأنظار لدى الأكثرية صوب المدرب واللاعبين، ولم يسأل احد هل الإعداد كان على ما يرام، ولماذا أبدى الرئيس العام الأمير سلطان بن فهد ليلة المباراة ملاحظاته على فترة الإعداد لمواجهة كوريا الشمالية، وهل هذه الملاحظات على البرنامج بشكل عام، أم على طريقه تنفيذه، ولماذا لم تأتِ هذه الملاحظات إلا في اليوم الذي سبق المباراة؟ بعد كل إخفاق للمنتخبات السعودية يتجه اللوم للمدرب تارة وللاعبين تارة أخرى دون أن يوجه اللوم لأي طرف آخر، خصوصا لجنة المنتخبات، لم نسأل عن الموسم الرياضي المتعرج وتوقفاته، والمعسكرات الطويلة المملة، وأسباب الاصابات التي تعرض لها اللاعبون، لم نسأل عن الأسباب التي جعلت بعض النجوم يبدعون مع أنديتهم، وعندما ينضمون للمنتخب بتحولون الى صفر على الشمال، هل الأجواء في المنتخب تختلف في الأندية، وهل هناك فوارق بين النادي والمنتخب؟ الواضح أن أداء (الأخضر) يتراجع من مشاركة الى أخرى، بدليل النتائج التي تأتي بشكل تنازلي في المونديالات السابقة، وطريقة التأهل إليها، وكيف أن الصعوبات تتصاعد من تصفيات الى أخرى، وهذا يعني أن هناك خللا، ليس فقط في التعاقد مع المدربين وطريقة تنفيذ اللاعبين للأدوار، انما في المعسكرات واختيار القوائم، والغريب أن هناك من يطالب المدربين باختيار العناصر بشكل دقيق، دون ملاحظة أن اتحاد الكرة هو من يمضي على اختيار هذه العناصر، ويبقى دور المدرب هو الرفع للاتحاد بالأسماء لاعتماد اسم من يراه مؤهلا لارتداء شعار (المنتخب)!! اما الاغرب من ذلك كله فهو بعض الصحفيين عندما أخذوا يحملون الحظ عدم الفوز على كوريا الشمالية، وكيف أن (هذا الحظ) عاند المنتخب السعودي، ثم لا يلبثوا ان يصفوا الحراسة بالمتواضعة، وخط الدفاع بالمهزوز، وخط الوسط بالبطيء، والهجوم بعدم التركيز، كيف يعاندنا الحظ ونحن نعاني من كل هذه المشكلات مجتمعة؟ صدقوني العلة ليست في بيسيرو أو اللاعبين وحدهم، انما في أطراف أخرى يجب أن تخرج وان تتحمل مسؤوليتها بكل شجاعة بعيدا عن وضع المدرب أو اللاعب أو الإداري كبش فداء، وإذا ما مارسنا هذه الادوار فإننا في نهاية الأمر سنظل ندور في حلقة مفرغة، ونفس التبريرات التي قلناها في إخفاقات مضت، أصبحنا نعيدها بعد مواجهة كوريا الشمالية، وربما نكررها في مناسبات مقبلة، مالم يتحلَ كل طرف بالشجاعة ويعلن تحمل مسؤوليته في عدم التأهل المباشر للمونديال.