سواء أكان الكلام الذي نسب إلى مدرب المنتخب السعودي الهولندي ريكارد عبر قناة «أبو ظبي الرياضية» صحيحا أو كان غير صحيح.. فإن علينا الاهتمام بما هو أبعد من مجرد اختيار مدرب أو أقصائه.. نحن بحاجة إلى أمور أكثر أهمية وأبعد تأثيرا في إعادة بناء مؤسسة الرياضة في البلد.. تتجاوز الأشخاص والاجتهادات.. وتتجنب فورة العواطف والانفعالات.. وسمو الأمير نواف بن فيصل هو أول من يدرك هذه الحقيقة اليوم قبل غد.. بل إن سموه وكل المخلصين في الوسط الرياضي وفي طول البلد وعرضه يدركون أيضا.. أنه إذا كانت خطواتنا متعثرة بهذه الدرجة في كرة القدم التي نصب عليها كل اهتمامنا.. فما بال بقية الألعاب التي لا يفكر فيها أحد.. ولا يدافع عنها «مخلوق» ولا يوليها الاهتمام أي شخص مع الأسف الشديد.. نحن بحاجة إلى «فكر رياضي» يؤسس لوضع استراتيجية شاملة.. ويستثمر فكرة وجود مستشارين دوليين للرئاسة العامة لرعاية الشباب. وهذا الفكر وتلك الاستراتيجية تبدأ «فورا» بالفصل بين الرياضة والشباب.. لأنه لا علاقة على الإطلاق بين المسألتين.. وذلك يحتاج إلى قرار أعلى.. ثم بعد أن تصبح الرياضة مؤسسة مستقلة تصاغ لها استراتيجية بعيدة المدى.. وترصد لها الميزانيات الكافية التي تمكننا من وضع بنية أساسية علمية صحيحة.. ولا تسمح بالدخول إلى الأندية إلا من يجب أن يدخلوها وينظفوها من كل الشوائب.. والبدء في وضع أنظمة ولوائح تحدد نوع اللاعب الذي يدخلها ومواصفاته وإمكاناته وطرق اختياره.. وانتهاء بآلية انتخاب مجالس إدارات الأندية وخصائص من يدخلونها وشروط العضوية ومقوماتها.. ومرورا بالتشكيلات الإدارية والتنظيمية التي تدير الأندية كمؤسسات «محترمة».. بالإضافة إلى تنظيم النواحي المالية والتمويلية الخاضعة لنظام الاحتراف المطبق بإتقان. هذا الفكر وذلك التنظيم هو الذي تتطلبه المؤسسة الرياضية وتفرضه المرحلة وتوجبه المصلحة العليا للبلد.. حتى لا نضيع المزيد من الوقت في صغائر الأمور.. وفي الانشغال بتفاصيل صغيرة.. ونترك الناس ومشاعر الناس في حالة من التأجج والغليان إثر كل هزيمة يتعرض لها فريق أو منتخب ولا يقدر أحد مشاعرها أو يحسب حسابا لمصالح الوطن العليا في النهاية.. ومدى تأثير حالة الارتباك التي تسود هذا الوسط في مجمل جوانبه التنظيمية.. والإعلامية.. والفنية.. لقد حان الوقت لوضع خارطة طريق شاملة.. تقوم برسمها خبرات وطنية مؤهلة والاستعانة بالخبرات والمراكز الدولية.. ولكن بعد أن يقوم للرياضة كيان.. وينظر إليها كأهم مؤسسة حديثة يجب أن تنشأ في بلد اقترب عدد سكانه من 30 مليونا.. معظمهم من الشباب والشابات.. وإذا كان هناك ما هو ضروري حسبانه في مرحلة التخطيط لهكذا مرحلة.. فهو النظر إلى الشباب بنوعيهم شبابا وشابات بعيدا عن الازدواجية في التفكير وفي التعامل والتخطيط.. وكفانا «توهانا». *** ضمير مستتر: مستقبل البلد لا يحتمل التردد والاجتهادات الخاطئة أو ترك الأمور بعيدا عن الحسم.. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]