تصارع أم محمد قسوة الحياة ببيع مواد بسيطة، تحت ظل أحد المساجد التأريخية في المدينةالمنورة، تقاوم أشعة الشمس الحارقة صيفا، وزمهرير البرد شتاء، من خلال البسطة التي لا تزيد محتوياتها على المكانس والليف التي صنعتها بيديها من سعف النخل، بحثا عن لقمة عيش شريفة تسد رمقها ورمق أبنائها، رافضة سؤال الآخرين، أو الوقوف طويلا في صفوف الجمعيات الخيرية لتنتظر شيئاً يأتي بعد مشقة وربما لا يأتي. وتقدم أم محمد نموذجا مشرفا للنساء العصاميات وتوضح أنها تستمتع بلقمة الحلال مغموسة بالعرق والتعب حتى تعيش بالكرامة والاعتزاز بالنفس. وبينت أنها تنثر بضاعتها على بسطتها المتواضعة في الصباح، وفي المساء تقوم بحملها، بعد أن أمنت لأطفالها الأربعة وزوجها المريض احتياجاتهم المتواضعة، وتتمنى أم محمد من الجهات المختصة أن تتحرك لتوفر لهن بسطات نظامية مجانية أو تؤجر عليهن برسوم رمزية، تقيها أشعة الشمس الحارقة، وأمطار الشتاء. وتقول: «لا نريد من هذه الدنيا سوى الستر والكفاف وعدم سؤال الآخرين، وطالبنا من قبل بأكشاك تحمينا وبضاعتنا من الشمس وتقلبات الجو»، موضحة أن متطلبات الحياة تزيد يوما بعد آخر، وتنتظر من الجهات المختصة أن تقف معهن، خصوصا أنهن سعوديات.