مع انخفاض درجات الحرارة التي تشهدها منطقة الباحة التي تصل لأدنى من 10 درجات مئوية، يتسابق أهالي المنطقة للهرب من الأجواء الباردة والاتجاه لمناطق تهامة الباحة، مثل المخواة، نمرة وناوان، التي تمتاز باعتدال طقسها، فتستقبل تلك المناطق الباحثين عن الدفء هربا من زمهرير المرتفعات، خصوصا أيام العطل الأسبوعية، حيث تشهد عقبة الباحة وعقبة حزنة وعقبة الابناء زحاما يفوق الوصف، فالأسر أصبحت تخطط مع بداية الأسبوع لقضاء نهايته وسط تلك الأجواء، فأنعشوا الحركة الاقتصادية في الموقع وارتفع إيجار العديد من المرافق الحيوية في المنطقة، خصوصا الشقق المفروشة، لتصل 300 ريال لليلة الواحدة. فيما بات أطفال الباحة يتنفسون الصعداء خلال العطلة الأسبوعة ويتحينون فرصة النزول للساحل هربا من الملابس الصوفية التي أثقلت كاهلهم طيلة أيام الأسبوع ليجدوا متعتهم في منتزهات وحدائق تهامة التي يفتقد معظمها للخدمات الضرورية. واستعدت المطاعم الشعبية التي تديرها العمالة الوافدة لاستقبال زبائنها الباحثين عن المندي والمظبي والحنيذ والعصيدة، التي تشتهر بها تلك المطاعم منذ القدم. ووجدت تلك المطابخ هذه الأيام أعذارا لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، إذ بلغ سعر كيلو المضغوط 90 ريالا، فيما بلغ سعر ذبيحة المندي والحنيذ 800 ريال، وأصبح سعر نفر المندي 50 ريالا، بعيدا عن أعين الرقابة، ما حدا ببعض الأسر لصنع طعامها بيدها خلال هذه النزهة، فيما أصبح البعض خصوصا الشباب العزاب يفضلون قضاء أوقاتهم بالأودية بتهامة الباحة كوادي الخيطان او ناوان، حيث يجدون متعتهم في تلك الأجواء المعتدلة بمزاولة العديد من الأنشطة مثل طبخ طعامهم بأيديهم. وأوضح محمد عقيل وهزاع فرعون أنهما اعتادا على النزول لتهامة في الشتاء بصفة دورية، هربا من انخفاض درجة الحرارة لأدنى مستوياتها، متفقين أنهما يجدان متعتهما في الجلوس تحت أشعة الشمس التي تبث فيهم الدفء، وتناول الوجبات الشعبية كالمندي والحنيذ والمشوي والمظبي والمضغوط، التي تمتاز بالنكهة اللذيذة على الرغم من ارتفاع أسعارها. بينما يفضل خالد مزهر وعبدالله العجرفي أثناء نزولهما لتهامة هذه الأيام صنع طعامهما بأيديهم، من خلال شراء السمك من المظيلف، وإعداده وطبخه وسط الكثبان الرملية التي تشتهر بها «ناوان»، معللين ذلك بارتفاع أسعار اللحوم بنسبة 100 % وبطريقة غير مبررة من قبل العمالة الوافدة، مستغلين إقبال الأهالي الكثيف عليها، إضافة إلى ضعف الرقابة من الجهات المختصة، فضلا عن تدني مستوى نظافة تلك المطابخ. وذكرا أنهما يستمتعان بطبخ طعامهما بجهود ذاتية، إضافة إلى صنع الشاي والقهوة على الجمر والحطب، مفضلين قضاء الوقت في التسامر مع بعضهما في تلك الأجواء الرائعة بتلك الأودية التي تمتاز بكثبانها الرملية بعيدا عن أجواء البرد القارس التي تعيشها سراة الباحة.