ما أن تبدأ الأجواء الشتوية القارسة البرودة في غزو المناطق الواقعة على قمم جبال السراة، إلا وتبدأ معها رحلة الأهالي في البحث عن المناطق الأكثر دفئا، فتزدحم المحافظات والمراكز الواقعة على الساحل، معلنة حالة انتعاش اقتصادي وسياحي. وبالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة التي تشهدها منطقة الباحة، والتي تصل لأقل من عشر درجات مئوية هذه الأيام، يتسابق أهالي المنطقة للهرب من هذه الأجواء الباردة واللجوء لمناطق تهامة الباحة المخواة، نمرة، وناوان التي تمتاز باعتدال جوها. وتشهد تلك المناطق إقبالا من أهالي المنطقة الذين يلجأون إليها هربا من برودة الأجواء خصوصا في عطلة نهاية الأسبوع، إذ تتسابق الأسر لحجز أماكنها في المنتزهات والاستراحات التي تزدحم بضيوفها طلبا للدفء، فيما يحتفل الأطفال بخلع ملابسهم الصوفية التي أثقلت كواهلهم طيلة أيام الأسبوع خشية تعرضهم لأعراض البرد، وفي الجانب الآخر تستعد المطاعم الشعبية و(المقاهي) لاستقبال زبائنها الباحثين عن (المندي والعصيدة) والتي تشتهر بها تهامة منذ القدم، فيما يفضل البعض، وخاصة الشباب، قضاء أوقاتهم في الأودية المشتهرة بشجر السدر والأراك، حيث يجدون متعتهم في تلك الأجواء المعتدلة. وأكد عبدالعزيز معيض أنه اعتاد النزول إلى تهامة أثناء الأسبوع بشكل دائم وخاصة يوم الثلاثاء من كل أسبوع، ويضيف: «نجد متعتنا في الهرب من الأجواء الباردة والاستمتاع بالدفء وتناول الوجبات الشعبية مثل المندي، الحنيذ، المشوي، المظبي، والمظغوط التي تشتهر بها مناطق تهامة». من جهته أوضح محمد الفقيه أنه ورفاقه يفضلون إعداد طعامهم بأيديهم، حيث يقومون بشراء الذبيحة من سوق الثلاثاء في المخواة وتبدأ رحلة المشاركة بدءا من الذبح وصولا إلى الطبخ والتقديم. ويضيف الفقيه: «نستغل تواجدنا في تهامة للتمتع بأجواء الرحلة بعيدا عن روتين الأسبوع الممل، ونحاول تهيئة ما نحتاجه بأنفسنا بعيدا عن استغلال المطاعم للمتنزهين». وزاد تتعمد المطاعم رفع الأسعار بنسبة 100 في المائة، حيث يصل سعر كيلو اللحم إلى 80 ريالا للمضغوط والمشوي، فيما يقفز سعر النفر المندي إلى 40 ريالا في ظل ضعف الرقابة من قبل البلدية والتجارة.