تفاوتت آراء مؤسسي الصالونات الأدبية والمثقفين حول تحويل الصالونات الأدبية إلى مؤسسات ثقافية، فرأى البعض منهم أن التحويل سيضمن استمرار الصالونات أمام الظروف التي تطرأ على مؤسسيها. وأوضحوا أن عدم تحويلها إلى مؤسسات يرجع إلى صعوبات استخراج التصريح والحاجة إلى الدعم، في حين اعتبر البعض الآخر أن تحويلها إلى مؤسسات سيضفي عليها طابعا رسميا.. حول ذلك، طالب مؤسس أحدية عبدالمحسن القحطاني الدكتور عبدالمحسن القحطاني بتحويل الصالونات الأدبية إلى مؤسسات ثقافية، وقال: «أعربت عن توجسي عبر إحدى محاضراتي في معرض الرياض من نهاية الصالونات الأدبية نتيجة الظروف التي تطرأ على أصحابها والظروف سنة كونية». وأرجع عدم تحويل الصالونات الأدبية إلى مؤسسات إلى عدة أسباب، منها: صعوبات استخراج التصريح، بالإضافة إلى أن بعض أصحاب الصالونات الأدبية لم يؤيد الفكرة لمراعاة اختلاف فكر السلف عن الخلف، فضلا عن أن بعض أصحاب الصالونات متباطئون في تحويلها إلى مؤسسة، بينما يمتنع بعضهم لتكلفتها الكبيرة وحاجتها إلى ريع، وأضاف «لا نريد للصوالين الموت طفلة أو قبل إنتاج ثمارها». وأوضح أن الأندية في المملكة كثيرة، مشيرا إلى أنه لو تحول 50 % منها إلى مؤسسات فسيعد إنجازا حضاريا، واستشهد بخميسية حمد الجاسر، والتي استمرت بعد وفاته لقربها من النظام المؤسسي، مضيفا أن خميسية عبدالعزيز الرفاعي والتي كانت في الرياض وتنتقل معه أحيانا إلى جدة ساهم أحدهم في إبقائها بعد وفاته بمسمى خميسية الوفاء. من جانبه، عارض مؤسس أحدية أنور عشقي الدكتور أنور عشقي أن تصبغ الصالونات بالطابع الرسمي، وقال: «استمرار الصولونات على صورتها الحالية يجعلها أكثر رحابة وحميمية ويبعدها عن الرسميات»، وذكر أن صالونه الذي امتد 26 عاما أصل الكثير من الأمور، كما ترك أثرا ثقافيا في المجتمع. وقال: «يستغرب العديد من القناصل والسفراء ممن يرتادون هذه الصالونات وجود تلك الأنشطة الثقافية والحوارية في المملكة». في سياق متصل، وصف أستاذ الأدب والنقد في جامعة الملك عبدالعزيز وأحد رواد اثنينية عبدالمقصود خوجة الدكتور عاصم حمدان تحويل الصالونات الأدبية إلى مؤسسات بالحلم الرومانسي، وقال: «بما أني أحد رواد الاثنينية أرى أن هذا التحول تواجهه الكثير من العقبات على أرض الواقع». وأضاف: «حاول مؤسس الاثنينية عبدالمقصود خوجة تحويل اثنينيته إلى مؤسسة، ولكن لا أعرف ما العقبات التي اعترته»، مشيرا إلى أن الأفراد في العالم العربي تعودوا على المبادرات الفردية، لافتا إلى أن اثنينية عبدالمقصود خوجة حظيت بسمعة وحضور كبيرين، إذ انتقلت من المحلية إلى العالمية، نظير ما يتمتع به مؤسسها من الناحية الإعلامية وشبكة العلاقات الواسعة.