لم يسكت خالد الفيصل طويلا عن ما يجرى على الساحة العربية وما يستهدفها من مخططات.. استطاعت بكل أسف الصهيونية العالمية التي تمتلك أهم أداتين من أدوات التفوق ألا وهما المال والآلة الإعلامية الجبارة. وكأنما فاض به وأراد أن يقول كلمته ويمضي.. وكأنما هو يقول اللهم هل بلغت اللهم فاشهد. لقد امتشق الفارس العربي قلمه بدلا من حسامه وأغمده في محبرة التاريخ وكتب بيراعه كلماته المغموسة بمداد الأيام التي عاشها واختزن منها رصيدا كبيرا من التجارب التي أهلته لأن يكون صاحب رؤيا (ومؤسسة فكرية).. فجاءت قصيدته الهبوب وكأنها الصرخة التاريخية (وامعتصماه) ولم يكن في حاجة إلى استخدام الرتوش التي كان كثيرا ما يزين بها ومن خلال ريشته لوحات تعبيرية كانت ملفتة للنقاد الفنيين.. لقد استدعى خالد الفيصل في قصيدته التي نشرت يوم السبت الماضي بالوطن كل الصور التي تكاد تنطق بما يحاك بهذه الدولة الإسلامية التي ظلت الوحيدة والرائدة التي تفخر وتعتز بالإسلام دينا وعقيدة ونهجا ومنهاجا.. ويفخر صاحب القصيدة وحق له أن يفخر بأنه الأمين الذي اختاره الله واختاره خادم الحرمين الشريفين لأن يكون أمينا على أغلى مقدسات الرب وقبلة العالم الإسلامي بأسره.. مكةالمكرمة بيت الله العتيق. الهبوب: هبت هبوب غربية ... تجتاح الأرض العربية تجتث الأخضر واليابس ... لعيون الديمقراطية غايتها دولة مدنية ... علمانية لا دينية إلا الدولة الصهيونية... لازم تبقى يهودية أما الدولة الإسلامية ... هذي دولة إرهابية إما تتغير سلميا ... أو بالقوى الحربية وهذه الأبيات تنطق بالمعاني الحقيقية الراقية الصادقة في تجسيد كل الأبعاد التي ترسم حقيقة المؤامرة والتي حذرنا منها مرارا وتكرارا .. ولكن هناك من أهلنا ومن بني جلدتنا المبهورين بالحضارة الغربية الذين يعتبرون أن كل (افرنجي برنجي) أولئك الذين رفعوا قفازات الدفاع عنها والكروت الحمراء لمن يخالفهم .. واعتبروا أن ذلك تلاحما وتلاقحا بين الثقافات وليس غزوا فكريا.. وهذا التلاحم بزعمهم سيولد حضارة ورقي.. فنحن في أمس الحاجة لحضارة الغرب.. ذلك الغرب (وخاصة أمريكا) التي استشعرت أنها بلا تاريخ وبلا رصيد حضاري يمكنها أن تتكئ عليه.. فكانت كما جاء في كتاب روجيه جارودي (أمريكا طليعة الانحطاط) الذي بلور الفكر الحضاري والنزعة الاستعمارية التي تحكم أسلوب الإدارة الامريكية ومخطاطاتها والذي استشهد بهانتجتون في إطار ما يسميه بالحرب الحضارية.. إن الحرب الثالثة إذا ما انفجرت ستكون من نوع جديد إذ لن تكون نتيجة تنافس الأوروبيين فيما بينهم بل مجابهة بين حضارتين حضارة المركز (الغرب) وحضارة المحيط (بلدان الاستعمار القديم) كما يعطى لهذين الطرفين مفهوما دينيا وهو الصدام بين حضارة يهودية مسيحية وبين حضارة إسلامية كونفوشيه. أما الدور الإسرائيلي فقد تكشف جليا في عام 1982 قبل غزو لبنان بقليل.. في مجلة كيفونيم التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية.. وهو تفتيت كل الدول المجاورة من النيل حتى الفرات وهي الطريقة الأفضل التي تستجيب لاطماع الهيمنة العالمية للولايات المتحدة في الموضع الأكبر حساسية على حدود امبراطوريتها شكل سيئ إلا أنها مشكلة حقيقية.. ليس هذا رأي الشاعر وحده بل ويوافقه الرأي فضيلة الدكتور محمد الطيب شيخ الأزهر ويتناغم معه ويتسق مع نفس الفكرة.. وفي العدد القادم نوالي رحلتنا مع الهبوب والديمقراطية الغربية والفوضى الخلاقة وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة