عندما كانت البشرية في مهدها الأول على الأرض كان العدْو هو النشاط الأهم في حياتها، وكان هو الحد الفاصل بين أن يكون الإنسان مطاردا كفريسة من كائن أقوى منه.. أو يكون ساعيا وراء فريسة هي الأضعف منه. ثم أخذ الإنسان في تطوير مهارته بين الركض والقفز والوثب للتكيف مع الحياة التي يعيشها، وهكذا كانت حركته التي تعتمد على القوة البدنية هي في منتهى الجدية، حيث إنها الدرع الواقية لحياته أو سلاحه في الدفاع عن نفسه. ومع تقدم البشرية في العمر ونضوجها بعض الشيء، بدأت الحضارة الإنسانية في الظهور وتحول معها الجد إلى لعب، وأصبحت تقام المنافسات الرياضية بغرض التكريم والتفاخر، وكان السبق في هذا للحضارة الإغريقية التي وضعت حجر الأساس للألعاب الأوليمبية التي كانت تأخذ طابعا دينيا في بدايتها ثم تحولت إلى المنافسات الرياضية البحتة بعد وضع القوانين الخاصة بكل لعبة. ومرة أخرى، يتحول اللعب إلى جد في ظل عصر أطلق عليه عصر الاحتراف.. وأصبحت الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص مصدرا مهما للدخل وأنفقت الملايين على هذه اللعبة ذات الشعبية الجارفة في العالم وبات نجومها أشهر من بعض الساسة، واعتبرت منافسات كرة القدم مصدر دخل كبير تسعى وراء استضافة فعالياته كل دول العالم وتدخل في منافسات تستخدم فيها الطرق المشروعة وغير المشروعة للفوز بتنظيم هذه الفعاليات، ليس بهدف الربح المادي فقط بل ولأهداف سياسية أيضا، فهذه اللعبة مؤشر ودليل على التوحد الإقليمي والاستقطاب الجماهيري. ومع انطلاق منافسات كأس الخليج 21 التي تتجاوز حدود التنافس الرياضي الشريف إلى رمزية التجمع والاتحاد بأبعاده السياسية والاجتماعية، يدخل الأخضر بشكل جديد يقود فيه المنظومة الكروية أحد رواد كرة القدم السعودية وصاحب الخلق الرفيع الأستاذ أحمد عيد الذي كافأه التاريخ بأن أصبح أول رئيس منتخب لاتحاد كرة القدم، ونتمنى أن يسجل له أيضا التاريخ حصول الأخضر على الكأس الخليجية في ولايته الحالية. وحتى لا ندخل دائرة التعصب فليفز بهذه الكأس من يقدم الجهد الأوفر ويمتع الجماهير بفنون اللعبة أكثر، ولكن.. أمام الأستاذ أحمد عيد الكثير من العمل حتى يعود الأخضر لموقعه على الخريطة الكروية العالمية.