أوضحت مدربة ومستشارة أسرية أن الخوف من المطر بالنسبة لبعض الناس يعد حالة استثنائية، وقالت الدكتورة سوسن رشاد نور الهي المدربة والمستشارة الأسرية والنفسية بلجنة إصلاح ذات البين بمكة وجمعية إيلاف «الخوف والرهاب من المطر يعتبر حالة استثنائية فهو نوع من المخاوف الخاصة؛ لأنها موجهة نحو ظواهر طبيعية وهي الخوف من المطر والرياح والرعد والبرق، حيث يشكل هاجسا لدى البعض ويصيبه بالقلق والتوتر الذي لا يفارق حياته حتى انتهاء سقوط المطر دون علم الآخرين من حوله بما يعانيه بما ينعكس سلبا على تصرفاته وانفعالاته، ويعتبر الأطفال والمراهقون هم الفئة الأكثر تعرضا لمثل هذه المخاوف، حيث يظهر الخوف من البلل بالماء أما الخوف من صوت الرعد والبرق فإنه يرجع إلى إحساس الشخص بعدم الأمان وعدم الراحة وهذه المخاوف تختلف من شخص لآخر باختلاف درجات سقوط المطر وغزارته. وتابعت أن الخوف شعور طبيعي لدى الناس بل لدى جميع الكائنات الحية، وكل إنسان يستجيب لهذا الشعور بطريقه مختلفة، ولكن قد يزيد الخوف عن حده الطبيعي فيصبح عندئذ مرضا، وهو ما يطلق عليه الرهاب وقد يصاب الشخص بالرهاب من أشياء عديدة؛ الخوف من المطر أو الخوف من الأماكن المرتفعة أو بعض أنواع الزواحف إلى حد لا يتناسب مع خطورة تلك الأشياء، عندها يتحول من إنسان طبيعي إلى إنسان مريض لا يمكنه أداء وظائفه بشكل طبيعي ولا أن يحيا حياته مثل بقية الناس. وبينت الدكتورة سوسن أنه لعلاج مثل هذه الظاهرة فلا بد من التحدث إلى الاستشاري النفسي حيث تعتبر تلك الخطوة الأولى للعلاج قبل الوصول إلى العلاج بالأدوية، ولا بد من التوضيح للمريض أن الرعد والبرق أمور كونية تجري بقدرة الله وأن لها حكمة وهي نزول المطر اللازم لحياة الناس والدواب وكذلك لزراعة المحاصيل التي يعيش الإنسان عليها، ومن طرق العلاج كذلك المواجهة المباشرة للشخص أثناء هطول المطر وذلك لكسر حاجز الخوف، وذلك من خلال الخروج للمطر والوقوف أثناء هطوله وأن يبلل الشخص نفسه وجزءا من ثوبه اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بماء المطر وأن يسمع صوت الرعد ويرى البرق عندها سوف يشعر بجمال هذا الإحساس كذلك سماع صوت الرعد ومشاهدة البرق من خلال أفلام فيديو والنظر إليها مرات متكررة تبدأ من فترات قصيرة وتتزايد تدريجيا، إلى ان بتعود المصاب على سماع تلك الأصوات ومشاهدة تلك الصور ومن ثم تفقد هذه الأصوات والصور رهبتها لديه أما إذا لم تخف درجة الخوف فمن المفيد إعطاء المريض أدويه مضادة للمخاوف.