• كثيرا ما ينتابني الشعور بالخوف والقلق عندما أكون في مناسبة أو التقي بأشخاص جدد، توجهت إلى طبيب نفسي وطرحت له معاناتي وبعد التشخيص أوضح أنني أعاني من مرض الرهاب الاجتماعي، وأفادني بأنني بحاجة ماسة لجلسات نفسية وتدخل دوائي، فهل تنتهي معاناتي بعد هذه الجلسات، علما بأنني متفوق في دراستي؟ باسم .ع (جدة) بعرض معاناتك على استشاري الطب النفسي الدكتور أبوبكر باناعمة قال: من المشكلات التي تواجه الإنسان في مرحلة ما في حياته وقد تلازمه في مشوار عمره وتقف عقبة أمامه في مواجهة الآخرين مرض «الرهاب الاجتماعي» الذي يعرف بأنه خوف وارتباك وقلق يداهم الشخص قبل قيامه بأداء العمل أو أثناء الاجتماع، وأحيانا بعد الموقف الذي يتعرض إليه. والرهاب الاجتماعي حالة طبية مرضية مزعجة جدا تحدث في ما يقارب واحد من كل 10 أشخاص، وتؤدي إلى خوف شديد قد يشل الفرد أحيانا ويتركز الخوف في الشعور بمراقبة الناس. وتبدأ عادة حالة الرهاب (الخوف) الاجتماعي أثناء فترة المراهقة، وإذا لم تعالج فقد تستمر طوال الحياة وقد تجر إلى حالات أخرى كالاكتئاب والخوف من الأماكن العامة والواسعة. ويندرج الرهاب الاجتماعي حسب تصنيف الدليل التشخيصي الإحصائي لرابطة الأطباء النفسيين الأمريكيين ضمن اضطراب القلق، وكان أول تصنيف له في عام 1980م وكان قبل ذلك مهملا وأقلها بحثا، أما اليوم فقد أصبح اهتمام علماء النفس مكرسا بدراسة المخاوف بصورة متزايدة. ويعتبر الرهاب الاجتماعي في المرتبة الثانية من الشيوع من بين المخاوف الأخرى بنسبة 2 - 5 في المائة من البشر، ونسبة الانتشار بين الرجال والنساء متساوية تقريبا، وحسب الرابطة فإن الرهاب الاجتماعي يبدأ عادة في العقد الثاني من العمر من سن 13 – 19 سنة إلا أنه يمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية. وتسبب حالة الرهاب (الخوف) الاجتماعي أعراضا مثل إحمرار الوجه، رعشة في اليدين، الغثيان، التعرق الشديد، وفي كثير من الأحيان الحاجة للذهاب إلى دورة المياه، وفي بعض الحالات نجد أن مجرد تفكير الشخص في أي مناسبة اجتماعية يحدث لديه القلق والخوف، كما أن المحاولة لمنع حدوث الأعراض قد تدفع المريض إلى تجنب هذه المناسبات بصورة نهائية مما ينعكس سلبا على تواصله الاجتماعي. أما علاج الرهاب (الخوف) الاجتماعي قد يكون عبر العلاج الدوائي أو العلاج السلوكي أو بهما معا، بجانب دعم الأصدقاء والأقارب الذي يساعد كثيرا على بث زرع الثقة في شخصية المصاب بالمرض. وعندما يبدأ تأثير العلاج فإن ذلك سيشجع المريض أن يبدأ بمواجهة المناسبات الاجتماعية المثيرة للخوف والرهاب، كما ينصح المريض ويشجع أن يواصل حياته اليومية بشكل طبيعي بقدر الإمكان، وعليه أن لا يكيف حياته مع مخاوفه وقلقه حتى لا يصبح أسيرا للمرض، وبالطبع الاستعانة بالأطباء النفسيين ضرورية للتخلص من هذه المشكلة.