نشأت بينه وبين البحر وأصدافه علاقة عشق، ليجد نفسه وقد حول نصف منزله إلى متحف بحري من الصدف والأحياء البحرية، فمنذ ما يقارب ال15 عاما، وزيلعي محمد زيلعي يجمع أصداف وأحياء بحر جزيرة فرسان، ليصنع منها تحفا تحاكي أعماق البحار، جاب العديد من البلدان ليتعلم المزيد عن الهواية التي عشقها، فتعلم «التحنيط» ولكن بطريقته الخاصة. يقول الزيلعي فكرت كثيرا ومنذ سنوات في عملية تحنيط الكائنات البحرية، وتوصلت مؤخرا إلى طريقة أحنط بها أي كائن بحري دون تفريغ ما في بطنه، بل إن الطريقة التي ابتكرتها تحافظ على رطوبة جسم الكائن البحري لسنوات طويلة وكأنه حي، دون أن ينتج أي روائح مزعجة. ويضيف الزيلعي «عشت وترعرعت في جزيرة فرسان الجميلة، حيث الشعاب المرجانية والأصداف بكميات كبيرة، فمن هنا انطلقت الفكرة، وبدأت بجمع الأصداف وصناعة التحف الرائعة منها. ومع تطور فكرته وإعجابه بهذا العمل قرر الزيلعي افتتاح متحفه البحري في شقة داخل البيت الذي يسكنه، وهو عبارة عن دورين اتخذ من إحدى شققه معرضا يستقبل فيه الزوار. وأكد الزيلعي أنه لم يفكر إطلاقا في بيع أي منها ولن يفكر في هذا الشيء أبدا، معتبرا هذا المتحف ملكا لفرسان وأهلها ولا يملك الحق لبيع أي منها، ويستطرد حديثه قائلا: رغم أن بعض قطع المتحف كلفتني الكثير من المال وصنعته قطعة قطعة بيدي بدعم ومساعدة من زوجتي، وأعطيت هذا المتحف البحري الرائع، الذي يضم عدة نماذج، وشعبًا مرجانية، وأصدافا، وأسماكا محنطة، وسلاحف، وأشياء أخرى، جزءا كبيرا من قلبي ومنزلي، رغم كل ذلك مازلت أعتبره معلما ومتحفا يملكه الجميع. وفي إحدى زوايا المتحف يوجد سيف بحجم ضخم سألنا الزيلعي عنه فقال: قبل أن أوضح لكم أي معلومات عن هذا السيف والذي يعد أيضا تحفة بحرية، أجدها فرصة لتهنئة خادم الحرمين الشريفين بنجاح العملية الجراحية التي أجريت له مؤخرا وتماثله للشفاء، وبمناسبة شفاء «أبو متعب» يحفظه الله، صنعت هذا السيف البحري باسمه، فقد صنعت نصل السيف من سمكة تسمى أبو منشار، التي تتميز بمقدمة طويلة جدا تشبه المنشار، وهو سمك يعيش في الأجزاء الدافئة من المحيطات، وفي المياه العذبة في بعض المناطق الساحلية، ويتميز أبو منشار بخطمه الطويل المسطح الذي يشبه المنشار، بينما صنعت «النصاب» وهو مقبض السيف من الخشب، وصنعت الجراب الذي يوضع فيه السيف من الصدف البحري الطبيعي وبنفس ذلك الصدف خططت عليه عبارة «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود» بمناسبة نجاح العملية التي أجريت له، وأتمنى أن أهديه لمقامه الكريم.