من وحي جزيرة فرسان وسحر طبيعتها وكنوزها البحرية، استلهم مواطن وزوجته فكرة لاستغلال هوايتهما في جمع الكائنات البحرية من الشعب المرجانية النادرة واللؤلؤ والقواقع المختلفة والأسماك النادرة، ليبلوراها في إنشاء معرض خاص، جنّدا له إمكاناتهما ونفقتهما المتواضعة، فبنيا صالتين داخل منزلهما ليخصصاهما لعرض الأنواع المختلفة من الأحياء والمخلوقات النادرة، وأخذ معرضهما باستقطاب الزوار من جميع فئات المجتمع، ليبدآ بالمطالبة بالدعم من الجهات المسؤولة ليتمكّنا من المواصلة في تطوير المعرض وجعله وجهة سياحية في المملكة. وقال المواطن زيلعي الزيلعي: «بدأت هوايتي منذ ثماني سنوات، إذ كنت أجمع تلك القواقع والمخلوقات البحرية من شواطئ فرسان الغنية بالثروات البحرية التي قلّ أن نجدها مجتمعة في جميع أنحاء العالم، واستطعت تحنيط مخلوقات بحرية كثيرة منها السلاحف التي تتراوح أطوالها بين متر و2.5 متر، إضافة إلى ثعابين البحر النافقة، وسمكة أسد البحر أو ما يسمى لدينا بدجاجة البحر التي تم تحنيطها بشكل جمالي»، مشيراً إلى أن هذه السمكة لها أشواك سامة، ويحذر من خطورتها، وأنه يمتلك منشار سمكة المنشار، وأنه عمل مقبضاً من الرخام البحري، الذي يصنع مثله في تاج محل في الهند بعد استيراده من شواطئ فرسان. وأضاف أنه تم العثور على عينات من الشعاب المرجانية ذات الألوان الجذابة والنادرة والكائنات النافقة على شواطئ فرسان، وأن زوجته أم وحيد هي من قام بتصميمها ودمجها مع بعض القواقع البحرية، مشيراً إلى أنه شدّ أنظار جميع من شاهدوا المعرض سواء في المنطقة أم خارجها، خصوصاً في الجنادرية بعد المشاركة مع معرض جازان للتراث، إذ تركوا جميع ما أحيط بمعرض القواقع واتجهوا له، وأشادوا بجماله وروعة تصاميمه. وأشار إلى أنه جعل زيارة المعرض مجاناً لاستقطاب أكبر عدد من الزوار، وأنه يناشد المسؤولين والتجار للوقوف معه حتى يتم بناء معرض متخصص بطريقة مبتكرة، خصوصاً أنه يعتبر من المعارض النادرة وكونه الوحيد في مناطق عدة، لافتاً إلى إشادة وتشجيع أمير المنطقة الذي أعجب كثيراً بالمعرض أثناء زيارته لمهرجان الحريد، كما أنه تلقّى زيارة من الأمير فهد بن أحمد بن عبدالعزيز ومن وكيل وزارة الداخلية لشؤون المناطق الدكتور أحمد السناني والسفير الكوري الجنوبي والسفير الفرنسي، إضافة إلى بعض الدكاترة والطلاب من الجامعات للتعرّف على المعرض والاستفادة من تصميمه لتدريس طرق التصميم في الكليات لديهم. وقال: «عثرت على سمكة لم أشاهدها من قبل وكأنها الشبح لتكوينها الغريب ولونها الأسود، والمعرض يحدّث بشكل يومي بأنواع عدة ونادرة من المخلوقات والكائنات البحرية، إلا أنه يحتاج للدعم من جهات متخصصة حتى يتم إثراءه»، مشيراً إلى ضرورة الاستفادة من المعرض في المشاركات الخارجية.