تساءل أهالي قرية الصعيبة التابعة لمحافظة مهد الذهب عن مبررات تعثر مشروع إنشاء جسور ومجاري السيول على الطريق الذي يربطهم بالمدينةالمنورة، على الرغم من البدء فيه منذ نحو خمس سنوات. وحذر سكان الصعيبة من الأخطار المحدقة بهم خلال عبورهم الطريق إلى المدينةالمنورة يوميا، مشيرين إلى أنه يحتضن العديد من الهاويات والخنادق التي تبتلع العابرين، فضلا عن السيول التي تداهم مركباتهم بهطول الأمطار. وشددوا على أهمية استكمال المشروع حقنا للدماء التي تراق عليه بكثافة، ومحاسبة المقاول الذي توقف عن إنجاز ما بدأ به، وتسببه في كثير من الحوادث للعابرين. وطالب المعلم محمد المطيري باستكمال مشروع إنشاء جسور ومجاري السيول المتعثرة في طريق المدينة-الصعيبة، مشيرا إلى أن فرحة الأهالي لم تكتمل ببدء المشروع منذ خمس سنوات، بعد أن تعثر تشييد الطريق الذي يعتبر أقرب الطرق المودية للقرية والمحافظات والهجر المجاورة بفرق 150 كلم. وقال المطيري: فتحت الشركة المتعهدة الطريق وتم تمهيده وسفلتته كاملاً ومن ثم توقفت عن أعمالها في إنشاء وبناء الجسور ومجاري السيول المنتصفة في الطريق، وسحبت جميع معداتها من الموقع»، لافتا إلى أن المقاول فتح تحويلات صحراوية كحلول مبدئية للأهالي لتعبر بهم إلى الأودية ومجاري السيول لبلوغ الضفة الآخرى من الطريق. وبين أنه مئات من أهالي القرية يضطرون يوميا السير على الطريق الوحيد لبلوغ المدينةالمنورة لأنه مختصر بالنسبة لهم، على الرغم من المخاطر التي تحدق بهم. وأضاف: يسير في ذلك الطريق مجموعة كبيرة من الأهالي والطلاب والطالبات القاصدين المستشفيات والجامعات ومراجعة الدوائر الحكومية في المدينةالمنورة، لكن التحويلات أصبحت في الآونة الأخيرة، عائقا كبيرا أمامهم لكثرتها، مشيرا إلى أن كل تحويلة تبعد عن الأخرى من 7 إلى 10 كلم. وأكد أنهم يجدون صعوبة في النزول بمركباتهم الصغيرة إلى بطون الأودية، خصوصا في الأيام الماطرة، ملمحا إلى أن يصطدمون بعد سيرهم بمسافات طويلة في بطون الأودية التي لم يكتمل مشروعها بمياه السيول، ما يجبرهم على قطع 40 كلم واستخدام طرق صحراوية وعرة. إلى ذلك، أكد شناف دخيل الله المهلكي أن الطريق حصد أرواح الأهالي وأكثر ضحاياه ممن يجهلون الطريق، ولا يدركون وجود تحويلات وهاويات تقودهم إلى قاع الأودية التي يزيد ارتفاعها عن خمسة عشر متر، وذلك لعدم وجود لوحات إرشادية ومطبات صناعية. وروى قصة طبيب سقط في هاوية حين كان في طريقه بمركبته صوب المركز الصحي التابع للقرية، ملمحا إلى أن الطبيب لم يدرك بوجود الهاوية السحيقة فسقط فيها وتعرض لكسور بالغة في أنحاء جسده. وبين المهلكي أن أهالي القرية بادروا بوضع أدوات تقليدية لسلامة عابرين الطريق كالإطارات وأكوام رمليه وصبات خرسانية حفاظا على سلامة المواطنين من السقوط في الأدوية ليلا، مبينا أن تلك الوسائل البدائية لم تسهم في حماية العابرين من المخاطر المحدقة بهم. «عكاظ» بدورها نقلت الموضوع للمتحدث الإعلامي في أمانة المدينةالمنورة المهندس عايد البليهشي، ووعد برد في أقرب فرصة، بيد أنه مضى أكثر من ثلاثة أسابيع دون أن يصل الصحيفة أي رد.