رغم قصر عمره إلا أن طريق المدينةالمنورة – المهد (الحديث) بدأت عليه ظواهر الشيخوخة مبكراً بتشققات طبقته الإسفلتية واختفاء معالم خطوطه، كما أن ضيق طريقه وغياب اللوحات الإرشادية، واتخاذ الحيوانات السائبة الطريق معبراً لها، تتسبب في حصد العديد من الأرواح. ولم يشفع افتتاحه عام 1428 أن يكون الطريق مكتملاً ويوازي الطرق السريعة من ناحية تعدد المسارات واتساع الطريق وإنشاء حواجز على جنبات الطريق، خاصة في الأودية والمرتفعات وتوفير شبكة اتصال على طول الطريق، إضافة إلى عدم وجود مركز إسعاف ودفاع مدني ثابت في الطريق. هذا الطريق الذي يبلغ طوله نحو 170 كلم يعبره الآلاف من سكان محافظة مهد الذهب والقرى المجاورة لها، كما يربط منطقة المدينةالمنورة بمنطقة مكةالمكرمة والمناطق الجنوبية، وكذلك الرياض. فرحة لم تكتمل وقد استبشر أهالي مهد الذهب بافتتاح الطريق ليربط محافظتهم بالمدينة مباشرة، لكنه شكل هاجساً لهم، لما حصده من أرواح أبنائهم وبناتهم الطالبات، وقد طالب أهالي مهد الذهب بتوسعة الطريق فور إنشائه تخوفاً من وقوع كارثة، إلا أن مطالبهم لم تشفع لهم خلال السنوات الأربع الماضية من فقد عدد من أهالي المحافظة ومن طلابها ومعلميها، كما أن المحافظة بقيت لمدة 3 أيام بلا صحف إثر حادث إنقلاب تعرض له مندوب توزيع الصحف. وبالرغم من محاولات بلدية المحافظة لترميم الطريق عقب هطول الأمطار وظهور التشققات المستمرة مازال يشكل الطريق خطراً على سالكيه . ازدواجية مهام ويزيد من معاناة مهد الذهب مع طريقها الازدواجية في متابعة الحوادث، حيث يشرف على الطريق الممتد من المدينةالمنورة إلى المهد إدارة مرور منطقة المدينة والحناكية والمهد. والمعني بمباشرة حوادث الطريق بشكل مباشر مرور المدينة، لكنها تباشر الحوادث التي تقع في مسافة 70 كيلو من المدينة، والمسافة المتبقية تشرف عليها إدارة مرور المهد لعدم وجود طريق مباشر يربط محافظة الحناكية بالطريق . كما يعاني الطريق المشكلة ذاتها مع الدفاع المدني وإدارة الهلال الأحمر لازدواج المهام حول الطريق وقد عانى مصابو الحوادث كثيراً من ازدواجية المهام وبعد الإدارات الموكلة بمهام الطريق. حاجة الطريق أيقن عدد كبير من أهالي القرى الممتدة على طريق المدينة – المهد بتوكيل مهام الطريق لقرية الضميرية التي يتوفر بها مركز صحي وكذلك موقعها في منتصف الطريق بين المدينة ومحافظة مهد الذهب، إضافة إلى أنها المركز الوحيد من القرى التي تستفيد مباشرة من الطرق لكنها تفتقر كثيراً إلى الخدمات التي تمكنها من إدارة الطريق . ويحتاج طريق مهد الذهب – المدينة إلى توسعة الطريق بدل من وضعه الحالي، إضافة إلى وجود حواجز على جنبات الطريق خاصة في الأودية والمرتفعات، وتوفير شبكة اتصال على طول الطريق، إضافة إلى حاجة الطريق لتوافر مركز إسعاف ودفاع مدني ثابت ومتابعة مستمرة لأصحاب المواشي السائبة في الطريق، ودفن الحفر التي أبقتها الشركة ولم تستكمل مشروعها الممثل في سدود أسمنتية على جنبات الطريق. حوادث الطريق محمد الحربي أحد المعلمين السالكين لهذا الطريق بصورة مستمرة حاول جاهداً توثيق جميع الحوادث التي يشهدها الطريق من خلال التصوير ، وأوضح الحربي أنه اعتاد على توثيق هذه الحوادث من باب نشر الصور على المواقع الإلكترونية وتناقلها في المنتديات للتعبير عن وحشية الطريق، وقال "من المؤسف أن 14 طالبة يذهبن من محافظة مهد الذهب يومياً سالكين أكثر من 340 كلم للحاق بركب التعليم الجامعي، لكن اعترض مستقبلهن جمل استقر فوق مركبتهن ملحقاً إصابات عديدة بهن"، وأضاف "أن المعلمين بمجرد وصولهم لمدارسهم بالمحافظة يبشرون أهاليهم باتصال أو برسالة نصية بوصولهم سالمين من هذا الطريق". صحة المهد من جانبه بين مدير القطاع الصحي بمحافظة مهد الذهب محمد فرج المهلكي أنه منذ افتتاح طريق المدينة - المهد بدأ تزايد حالات المصابين والمتوفين لما يستقبله طوارئ المستشفى بين الفترة والأخرى، وقال "بالرغم من قصر الطريق الرابط بين المدينة والمحافظة لكننا نفقد أحياناً الاتصال بمركبات المستشفى لعدم وجود اتصال خاصة الحالات الحرجة التي تحتاج لمتابعة مستمرة". المجلس البلدي إلى ذلك، أوضح عضو المجلس البلدي بمحافظة مهد الذهب ثويني باخت المطيري أن طريق المحافظة لاقى اهتماماً بالغاً من المجلس البلدي وقدم المجلس العديد من الخطابات للمسؤولين للنظر في توسعة الطريق وتوفير الخدمات اللازمة للطريق، وقال "إن المجلس قدم عدداً من الاقتراحات لحل مشكلة الطريق التي يعاني منها أهالي المحافظة، وكذلك موظفو المحافظة وطلاب وطالبات الجامعات، متمنياً توفير حل جذري لهذا الطريق وتوسعته بما يلبي طلبات أهالي المحافظة". أمانة المدينة فيما أوضحت أمانة منطقة المدينةالمنورة على لسان متحدثها الرسمي المهندس عايد البليهشي فيما يخص ضيق المسار على طريق المدينة – المهد وانعدام الأكتاف الجانبية "لقد تم طرح عقد مشروع لتوسعة الطريق من 7م إلى 11م، ثم ترسيته على مقاول، وسوف تتم المباشرة بالعمل به عند اكتمال إجراءات التعاقد، كما أرجع المهندس عايد رداءة السفلتة وظهور تشققات في طبقة الإسفلت للطريق لأن المشروع تم تنفيذه على مراحل ابتداء من عام 1419 من خلال عدد من العقود؛ حيث تم تنفيذ طبقة أسفلت واحدة، وظهور هذه العيوب يرجع إلى فترة الاستخدام والعوامل الجوية المحيطة. كما بين البليهشي حول تعطل مشروع درء أخطار السيول القائمة أعماله في الطريق، وقال "أعمال الحمايات لا يتم تنفيذها إلا بعد إتمام عمليات التوسعة للطريق".