من المواضيع التي نوقشت في (مؤتمر الفقه الإسلامي) ضمن الدورة الحادية والعشرين لمجمع الفقه الإسلامي المنعقد في مكةالمكرمة خلال الأسبوع الماضي، موضوع (مدة انتظار المفقود) وهو الرجل الذي فقد وانقطعت أخباره في حرب أو زلزال أو سيل أو سفر أو لأي سبب آخر، فلا يعرف مصيره أحي هو أم ميت. وفي الواقع، إن مناقشة هذا الموضوع وإعادة النظر فيه في ضوء المتغيرات العصرية هي من الأمور المهمة خاصة أنه يترتب عليه أمران مهمان: مصير زوجة المفقود ومصير ماله إن كان له مال. ومن خلال ما ذكر في الصحف عن المناقشات الفقهية التي دارت في هذا المؤتمر بهذا الشأن، لفت نظري كيف أن الفقهاء الكرام كانوا يتناقشون في هذا الموضوع مستندين إلى العلل القديمة التي كان يستند إليها الفقهاء السابقون، ويتحدثون عن مصير زوجة المفقود بالمنطق نفسه الذي يتحدثون به عن مصير ماله ولا فرق!! فهم عند الحديث عن مصير الزوجة والمدة اللازمة لانتظارها قبل أن يصح التفريق بينها وبين الزوج الغائب، يتحدثون عن ذلك كما لو أن الزوجة مال يملكه الزوج يتحرجون من نزع ملكيته منه ويجدون حرجا في التفريق بينه وبين زوجته متى طلبت الزوجة ذلك، خشية أن يعود فيجد نفسه وقد (انتزعت) زوجته منه دون رضاه، أما إرغام الزوجة على الانتظار سنوات أربع وهي كارهة لذلك، فإنه لا يسبب حرجا لأي أحد!! لماذا ينسى فقهاؤنا الأفاضل أن العلاقة بين الزوج وزوجته ليست كالعلاقة بين الزوج وماله، وأن الزوجة بشر لها رغبات واحتياجات، كما أنها حرة ليست ملك يمين للزوج، ومن حقها أن تختار أن تنتظر الزوج المفقود أو أن تفارقه، وليس لأحد أن يرغمها على الانتظار متى اختارت الفراق. وعلى أضعف الإيمان أليس من حقها أن تفتدي نفسها بالخلع بعد أن تضع في حساب الزوج المفقود ما أعطاها من مهر؟ أن تجبر الزوجة على الانتظار مدة أربعة أعوام رضيت أو لم ترض فيه ظلم لها، لأنه يضيع عليها مصالح متعددة منها أن تكون تطلب الولد وانتظارها مرور تلك الأعوام قد يضيع عليها فرصة الإنجاب، أو تكون فقيرة لا عمل لها ولا عائل يعولها ولا مال لزوجها المفقود يصرف لها منه، فتعيش ذليلة على ما تأخذه من الضمان ويمن عليها به المحسنون، فضلا عن احتياجاتها العاطفية والجسدية التي عليها أن تصارعها خلال فترة الانتظار الطويلة تلك!! إن مثل هذه الحالات التي تنكر فيها احتياجات النساء، لا يعود ضررها على المرأة وحدها إنما هي تمتد لتلقي بسوءاتها على المجتمع، فهي قد تدفع بالنساء إلى الانغماس في الانحراف إما طلبا للمال أو لإشباع رغبات مُنعن من إشباعها بالطريق الصحيح. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة