تعاني المبتعثات من قصور مادي جراء إلحاق أبنائهن بحضانات تزيد أعباءهن المادية، ما يحتم عليهن تخصيص جزء كبير من مكافآتهن المالية لها، ما يدفع بعضا من أزواجهن لإيجاد حلول بديلة لا تغني عن مكافأة الطفل، ولو بطلب المساعدات من أسرهم من داخل الوطن لإرسالها لهم في بلدان الابتعاث، وأكدن بصوت واحد أن الحضانات تكلفهن الكثير في وقت لا زالت فيه مكافأة الطفل قليلة لا تكفي. المبتعثة أبرار سندي، ماجستير أحياء، تقول «سافرت لأمريكا لإكمال دراستي في تخصص سرطان الثدي في ولاية واشنطن، وهناك رزقت بمولودي الأول وتكاليف العناية به ليست ميسرة كما هي داخل أرض الوطن، رسوم الحضانة تبدأ من 600 إلى 1500 دولار وإجمالي مكافأة طفلي تبلغ 300 دولار، ومستلزماته وحدها تكلفنا شهريا قرابة 100 دولار، ما يضطرنا لمحاولة التسديد والمقاربة لتغطية التكاليف الشهرية للأسرة والدراسة والطفل، حيث إن راتب المبتعث الأساسي 1800 دولار وأضطر في كثير من الأحيان للاستعانة بجزء من راتب زوجي لإكمال بحثي وتغطية مصاريفي». وبينت أن احتياجات المبتعثين حسب الولايات التي يسكنون بها، فبعضها غالية جدا يحتاج المبتعث فيها لطلب الزيادة المالية من أسرته مما يسبب له الإحراج. من جهته يقول إبراهيم الجهني زوج أبرار، بكالوريوس إدارة أعمال، «تكفلت حكومتنا بخدمة المبتعثين وقدمت لهم الخدمات، ولكن راحة أطفالنا ووضعهم في أيد أمينة داخل حضانات معروفة يكلفنا الكثير مما يربك تفرغنا للدراسة، واضطررت لطلب المساعدة من أسرتي على استحياء عندما وضعت زوجتي مولودنا الأول لشراء احتياجاته الأساسية»، مشيرا إلى أنه كرب أسرة يشعر بالضغوطات المادية لمحاولة تسديد الفواتير ودفع رسوم التأمين ومستلزمات السيارة وابنه الخاصة. مها الشريف، بكالوريوس تصميم داخلي، تزوجت منذ أربع سنوات وتم قبولها بجامعة في ولاية نيويورك وعايشت معاناة زميلاتها مع الحضانة ومصاريف الأطفال، ما دفعها وزوجها لاتخاذ قرار تأجيل الإنجاب حتى إتمام الدراسة. وتدرس أماني ممدوح رجب، بكالوريوس تغذية، في ولاية فلوريدا أغلى الولاياتالأمريكية، ولديها طفلة واحدة تلتهم مستلزماتها جزءا كبيرا من راتبها، وحولها العديد من الزميلات اللواتي يضطررن لعدم تسجيل أطفالهن في الحضانات بسبب غلاء الرسوم ويلجأن لتعديل جداولهن الدراسية لتتلاءم وخروج أزواجهن للجامعة، مضيفة «قدم لنا الوطن العديد من التسهيلات، ونرجو من المسؤولين مراعاة ما نعانيه من قصور مادي بسبب تكاليف الحضانات واحتياجات الأطفال، ونتطلع لزيادة مكافأة الطفل».