هناك في شمال مدينة مكةالمكرمة كانت لي ذكريات في منطقة تسمى (حي أبو مراغ) حيث كنا نجتمع ونحن صغار لنلهو ونلعب في تلك الاستراحة العائلية التي نفتقدها اليوم، وكنت قد طويت صفحة الذكريات لولا أن أعادها لي أحد مقاطع اليوتيوب بعنوان (كارثة حي أبو مراغ بالعاصمة المقدسة) فشاهدت العجب وهالني منظر اختلاط المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي وساءني منظر الشوارع وتفتتها وتعرجها بل وكمية الحفر التي تكونت بفعل الإهمال أو النسيان لا أعلم، شاهدت في المقطع شكوى سكان الحي فمنهم من تضرر منزله ومنهم من اشتكى لربه صعوبة التحرك والوصول لمسجد الحي!.. والسؤال المرير هو: أين دور المجلس البلدي؟ ومجالس الأحياء؟ بل والسؤال الأكبر هو: أين أمانة العاصمة المقدسة ؟. يظهر في المقطع أحد السكان وهو كفيف يشتكي من حاله ويندب حظه لأنه ببساطة لا يطلب أكثر من حقه في أن يتحسس طريقه نحو بيت من بيوت الله بأمان، وهذا حقه كإنسان قبل أن يكون مواطنا وفرت له الدولة مليارات وخصصتها لتعبيد الطرقات وتطوير المرافق لخدمة الإنسان لا للتعكير على صفو حياته. لن أذكر جديدا حين أردد وأقول إن الأمانة تبرأت منها الجبال فحملها الإنسان، فكيف لهذا الكائن الضعيف أن يقصِر في الأداء بها لاسيما إن كانت الأمانة تتعلق بمدينة كرمها الله وجعل فيها قبلة المسلمين؟. والله إن أقل ما تستحقه منا هذه المدينة أن تكون في أجمل حلة لأن إليها تهوي الأفئدة ومنها بدأ الإسلام وبيت الله الحرام وما جاوره تشريف من الله لسكانها ومن قبلهم مسؤولوها فأدوا الأمانة وكفى. [email protected]