أعلنت قوات المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل لإسقاط الرئيس بشار الأسد أمس، عن أن مطار دمشق الدولي منطقة حرب بينما بدت كل من موسكو وواشنطن متشائمتين بشأن احتمالات نجاح المساعي الدبلوماسية لإنهاء الصراع .وقالت مصادر إنه من الممكن أن يمثل قطع الطريق إلى المطار الذي يقع على بعد 20 كيلومترا من وسط العاصمة ضربة رمزية مهمة. وتعترف المعارضة المسلحة أن المنطقة ما زالت تحت سيطرة الجيش السوري لكنها تقول إنها تحاصر المطار من عدة جوانب. وقال نبيل العامر المتحدث باسم المجلس العسكري في دمشق إن ألوية المقاتلين التي كانت تحاصر المطار قررت أمس أن المنطقة أصبحت منطقة عسكرية. وقال إن المدنيين الذين سيقتربون منه اعتبارا من الآن سيكون ذلك على مسؤوليتهم. وقال إن المعارضة المسلحة انتظرت أسبوعين لإخلاء المطار من أغلب المدنيين وشركات الطيران قبل أن تعلنه هدفا حربيا. لكنه لم يقل ماذا ستفعل المعارضة المسلحة إذا حاولت طائرة الهبوط في المطار. وقال متحدث باسم المعارضة إن المعارضة «لن تقتحم المطار لكنها ستعرقل الوصول إليه». في الوقت نفسه أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الناشطين يتوقعون هجوما بريا على عدد من ضواحي دمشق تدفقت عليها تعزيزات عسكرية أمس، بينما استمرت عمليات القصف والمعارك في محيط العاصمة وجنوبها. ونقل عن ناشطين ميدانيين قولهم إن الجيش النظامي يقصف البساتين المحيطة بداريا التي تتدفق عليها تعزيزات عسكرية تتضمن دبابات. لكن روسيا والولايات المتحدة اللتين تدعم كل منهما أحد طرفي الصراع قللا من شأن فرصة حدوث انفراجة دبلوماسية بعد محادثات تهدف إلى حل الخلافات بينهما. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بشأن الاجتماع بينها وبين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي «لا أظن أن أي شخص يعتقد أن هناك انفراجة كبيرة.. لا يمكن لأي أحد أن يتصور صعوبة ذلك لكننا جميعا نحتاج إلى المشاركة مع الإبراهيمي من أجل جهود مشتركة ومخلصة». وقال لافروف إن الجانبين اتفقا على إرسال مسؤولين إلى اجتماع آخر مع الإبراهيمي لكنه في الوقت نفسه أبدى تشككا أيضا. وأضاف «لن أدلي بتوقعات متفائلة وما زلنا ننتظر ما سيتمخض عنه ذلك»، مشيرا إلى أن اإبراهيمي يعرف أن فرص النجاح «بعيدة تماما عن نسبة 100%». من جهة أخرى، اتهمت روسيا السفير الروسي الجديد لدى حلف شمال الأطلسي الحلف أمس، بالسعي نحو التدخل في الصراع في سوريا وذلك بعد ثلاثة أيام من قرار الحلف بنشر صواريخ باتريوت لحماية تركيا من انتشار العنف إلى أراضيها.جاء الاتهام الذي وجهه السفير الروسي الجديد لدى الحلف على الرغم من تأكيدات الحلف بأن صواريخ باتريوت التي ستنشر على حدود تركيا مع سوريا هي لأغراض دفاعية بحتة، في حين قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روت إن الحكومة الهولندية وافقت على إرسال بطاريتي صواريخ باتريوت لتعزيز دفاعات تركيا الجوية وتهدئة مخاوفها من التعرض لهجوم صاروخي وربما بأسلحة كيماوية من سوريا. من جهة ثانية، قال مبعوثون إن جماعات معارضة سورية مسلحة انتخبت في اجتماع في تركيا قيادة موحدة تتألف من 30 عضوا أمس، خلال محادثات حضرها مسؤولون أمنيون من قوى عالمية. وقال أحد المبعوثين «نظمت القيادة في عدة جبهات. نحن الآن بصدد عملية انتخاب قائد عسكري ومكتب اتصال سياسي لكل منطقة».