أطلق مقاتلو المعارضة السورية قذائف مورتر على قصر للرئيس بشار الأسد في دمشق أمس لكنهم أخطأوا الهدف في هجوم يبرز الجرأة المتزايدة للقوات التي تسعى للإطاحة به. ومع اشتعال العنف في مناطق أخرى من البلاد قالت تركيا إنها «على وشك أن تطلب من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا لمنع انتشار العنف إلى أراضيها». فيما قالت رئاسة الوزراء البريطانية: «إن الحكومة سمحت لمسؤولين بإجراء اتصالات مع ممثلين عسكريين عن مجموعات من المعارضة المسلحة رغم أن مصادر في الحكومة شددت على أن المبادرة لا تنص على تسليح هذه المجموعات بل على فتح حوار سياسي بهدف توحيد المعارضة ووقف إراقة الدماء». وذكرت وسائل الإعلام البريطانية أن وزير الخارجية وليام هيغ أعطى الضوء الأخضر لمبعوثه الخاص لدى المعارضة السورية جون ويلكس لتنظيم هذه اللقاءات مع المعارضة السورية المسلحة في بلد ثالث. وأكد مسؤولون بريطانيون أيضا أن هذه المجموعات ستدعى إلى احترام حقوق الإنسان. وقام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس بزيارة إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق شمالي الأردن على مقربة من الحدود مع سوريا. وفور وصوله إلى المخيم في ساعة مبكرة من صباح أمس توجه كاميرون إلى مكتب تابع للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة داخل المخيم قبل أن يقوم بجولة مشيًا على الأقدام على الطريق الترابي بين الخيام.وقال المرصد السوري في دمشق إن قذائف من عيار ثقيل كانت تستهدف على ما يبدو القصر لكنها سقطت في حي المزة 86 السكني. وقالت كتيبة أسود الإسلام في بيان «جاءت هذه العملية ردا على المجازر والقصف اليومي الذي تتعرض له مدننا الحبيبة». وأضاف المقاتلون أنهم هاجموا أيضا مطارا عسكريا ومبنى للمخابرات في العاصمة لكن لم يرد تأكيد لتلك الأنباء من جهة مستقلة. وقالت وسائل إعلام رسمية إن القاضي أباد نضوة قتل أمس في انفجار قنبلة وضعت أسفل سيارته، وكان شقيق رئيس البرلمان السوري قد قتل في دمشق أمس الأول.ونسبت وسائل إعلام تركية إلى وزير الخارجية أحمد داود أوغلو قوله أمس «إن حلف شمال الأطلسي يجهز لنشر صواريخ باتريوت في تركيا». وكان مسؤول كبير بوزارة الخارجية التركية قال في وقت سابق من نفس اليوم «إن الحكومة ستتقدم بطلب «وشيك» إلى حلف شمال الأطلسي لنشر صواريخ باتريوت لحماية حدودها مع سوريا التي تمتد لمسافة 910 كيلومترات». وقال المسؤول ان هناك تهديدا صاروخيا محتملا لتركيا من جانب سوريا وإن لتركيا الحق في اتخاذ خطوات للرد على مثل هذا التهديد. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل. وفي محاولة جديدة لتحقيق الوحدة يجتمع المجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية في الخارج في قطر لانتخاب زعيم وأمانة عامة جديدين. وسيجتمع المجلس الوطني السوري وجماعات أخرى اليوم لتشكيل كيان مدني جديد مؤلف من 50 فردا يختار لاحقا حكومة مؤقتة لسوريا وينسق مع مقاتلي المعارضة هناك.ميدانياً، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن قوات الأسد قتلت 154 شخصا في أنحاء سوريا أمس أغلبهم من المدنيين في قصف جوي وبري لدمشق وضواحيها وفي محافظتي حلب وإدلب الشماليتين. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن لديه اسماء ما لا يقل عن 38 الف شخص أكد أقاربهم أو أفراد أسرهم مقتلهم. ويرتفع عدد القتلى يوميا حيث شهدت بعض الأسابيع مقتل ألف شخص او أكثر.