هنالك ضرورة لتأسيس نظام بلاغات إلكتروني موحد يربط جميع المنشآت الصحية في المملكة بوزارة الصحة، والهدف من هذا النظام هو تسجيل حالات الأخطاء الطبية التي تحدث في المنشآت الصحية، فالأخطاء الطبية التي أصبحت هاجسا مرتبطا بتقديم الرعاية الصحية ويؤرق العديد من العاملين في مجال سلامة المرضى وهو المجال الذي يسعى إلى حماية المرضى من الأخطاء الطبية. لقد بدأ الاهتمام بنظام البلاغات عن الأخطاء الطبية بعد التقرير الذي صدر من معهد الطب في الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 1999 الذي أوضح بأن هنالك 98 ألف وفاة سنويا بسبب الأخطاء الطبية في مستشفيات الولاياتالمتحدةالأمريكية، وخرج التقرير بتوصيات من ضمنها تأسيس نظام البلاغات الإلكتروني عن الأخطاء الطبية، ووصل التقرير إلى الكونجرس الأمريكي وأمر الرئيس كلينتون في تلك الفترة بتنفيذ توصيات التقرير، وبدأت المنشآت الصحية بتأسيس هذا النظام تسجل من خلاله جميع الأخطاء الطبية وتقدم إحصائيات دورية للمسؤولين عن الرعاية الصحية في الولاياتالمتحدة الذي أدى إلى نتائج إيجابية. إن تأسيس نظام بلاغات إلكتروني في المنشآت الصحية في المملكة العربية السعودية سيساعد على توفير قاعدة بيانات تشمل إحصائيات دقيقة عن حجم الأخطاء الطبية والعمل على الحد منها واعتبار هذه الإحصائيات كمؤشر لقياس الأداء في المنشآت الصحية، وللاستفادة من إيجابيات هذا النظام فإنه يجب تأسيس لجنة في كل منشأة صحية تسمى بلجنة التحليل الجذري للأسباب التي تدرس وتحلل كل خطأ طبي للوصول إلى أسباب ذلك الأخطاء حتى نحقق مصداقية الإحصائيات الصادرة من نظام البلاغات فإن على إدارات المنشآت الصحية تعزيز ثقافة سلامة المرضى لدى العاملين وتكوين بيئة عمل تتصف بتشجيع العاملين على تسجيل البلاغات المتعلقة بالأخطاء الطبية وإفهامهم بأن الهدف من البلاغات هو لمعرفة أسباب تلك الأخطاء ومنع حدوثها مستقبلا وليس لتصيد أخطاء العاملين. سلطان المطيري * طالب دكتوراه في سلامة المرضى في بريطانيا