تعتبر الرعاية الصحية أحد أساسيات متطلبات حياة الإنسان في جميع دول العالم وتختلف مستويات تلك الرعاية من بلد إلى آخر بسبب توفر الموارد المالية والكفاءات البشرية المدربة والتي تعتبر إحدى ركائز تقديم رعاية صحية بأعلى المواصفات متماشية مع معايير جودة الرعاية الصحية. وتسعى دول العالم إلى تحسين جودة الرعاية الصحية لتفادي مهددات سلامة المرضى مثل الأخطاء الطبية وعدوى المستشفيات حيث تقوم المؤسسات المشرفة على المنشآت الصحية بعمل إجراءات تضمن كفاءة مزودي الرعاية الصحية من ضمنها الاعتماد ويعرف الاعتماد بأنه إجراءات رسمية تقوم بها مؤسسة معتمدة بتقييم المنشآت الصحية بناء على معايير وضعتها تلك المؤسسة وتعتبر معايير قابلة للتحقيق لتحسين الرعاية الصحية. ويكتسب اعتماد المستشفيات مزيداً من الأهمية عالميا بسبب زيادة حجم الأخطاء الطبية ومن هذا المنطلق أتت فكرة اعتماد المستشفيات لمعرفة مدى ملاءمة تلك المستشفيات لتقديم رعاية صحية آمنة بأقل التكاليف حيث يتم ذلك من خلال تقييم المستشفيات بناء على معايير تم وضعها من قبل خبراء متخصصين في مجالات الرعاية الصحية وهذه المعايير متماشية مع كل مجال من مجالات الرعاية الصحية. وبتطبيق الاعتماد فان الدول تعتبر قد حققت خدمة مصالح نظامها الصحي على أفضل وجه، صوناً لمبادئ الرعاية الصحية، المتمثِّلة في الشمول، والعدالة، والجودة، والكفاءة، والاستمرارية. وبدأ اعتماد المستشفيات كفكرة في الولاياتالمتحدة في عام 1910م. وشيئا فشيئا تم وضع أطر العمل والمعايير المفترض الاستناد إليها حتى تم الانتهاء من إعداد برنامج معايير الرعاية الصحية من قبل الكلية الأمريكية للجراحيين في عام 1917 وذلك لمعرفة المستشفيات المناسبة لتدريب أطباء الجراحة. وفي عام 1951 تم تأسيس اللجنة المشتركة لاعتماد المستشفيات في الولاياتالمتحدةالأمريكية (JACHO). وبعد ذلك ظهرت مؤسسات لاعتماد المنشآت الصحية في دول أخرى مثل استراليا وكندا. وللاعتماد أهداف عديدة من ضمنها حماية المرضى من الأخطاء الطبية، تحسين ثقة أفراد المجتمع في نظام الرعاية الصحية، احترام حقوق المرضى وعائلاتهم، تحسين التثقيف الصحي للمرضى وعائلاتهم، ضمان مشاركة المرضى في الرعاية المقدمة لهم، تحسين رضاء المرضى عن الرعاية الصحية وتحسين الأداء بتكاليف مادية أقل. وأخيرا، للاعتماد أهمية كبيرة وأهداف عديدة ويجب على جميع المنشآت الصحية العمل على تحقيقه لتقديم رعاية صحية على أعلى المواصفات خصوصا أن هنالك دعم كبير للمجال الصحي. سلطان سعد المطيري مستشفى الملك فهد العام في جدة