أشار التقرير الصادر من معهد الطب في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن هنالك ما بين 44000 إلى 98000 وفاة سنويا في الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب الأخطاء الطبية، ويعتبر هذا الرقم أكثر من عدد وفيات حوادث السيارات (43458) وأكثر أيضا من عدد وفيات سرطان الثدي (42297). وأشار التقرير أن هذه الأخطاء لها تأثير سلبي كبير على المرضى وأسرهم والميزانيات المالية للمؤسسات. وعندما قام الباحثون في عدد من دول العالم بدراسات لمعرفة أسباب هذه الأخطاء اكتشفوا بأن هنالك أسبابا مختلفة وأحد هذه الأسباب هو تدني مستوى الثقافة الصحية لدى المرضى فالتثقيف الصحي له دور كبير في الارتقاء بمستوى صحة المرضى والحفاظ على سلامتهم ويعرف التثقيف الصحي للمرضى بأنه مساعدة المرضى بأن يكونوا مطلعين وملمين بحالتهم الصحية والإجراءات الطبية المقدمة لهم والعلاج الموصوف، وهنالك علاقة قوية بين تثقيف المرضى والحفاظ على سلامتهم من الأخطاء الطبية فمثلا المرضى المصابون بالأمراض المزمنة يتناولون أدوية لفترة طويلة وعند إصابتهم بأمراض أخرى يذهبون إلى المستشفيات للعلاج وبسبب تدني مستوى ثقافتهم الصحية لا يخبر هؤلاء المرضى الأطباء عن الأدوية التي يتناولونها سابقا، وفي هذه الحالة يصف الأطباء أدوية أخرى قد تتعارض مع الأدوية السابقة مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تسبب الوفاة أيضا. أجريت عدة دراسات في مجال العلاقة ما بين تثقيف المرضى والحد من العدوى المكتسبة من المستشفيات ومع نتائج هذه الدراسات نجد أن بعض المؤسسات الصحية تهتم بإجراءات أخرى للحد من الأخطاء الطبية مثل تدريب العاملين على الإجراءات السريرية وتوقير الأجهزة الطبية الباهظة التكاليف وتغفل جانبا مهما ألا وهو مشاركة المريض لتجنب هذه الأخطاء من خلال تثقيفه عن كيفية الحفاظ على سلامته أثناء إقامته في المستشفى وللاستفادة من دور تثقيف المرضى فإن على المؤسسات الصحية التي لا يوجد فيها أقسام مستقلة للتثقيف الصحي استحداث قسم لهذا الغرض يعمل به متخصصون في كل فروع التثقيف الصحي، سواء التثقيف الدوائي، الغذائي، أو الاحتياجات المعرفية الأخرى، عمل أبحاث ودراسات دورية من قبل هذه الأقسام لمعرفة مدى تأثير تثقيف المرضى على سلامتهم، توفير كل مستلزمات التثقيف، سواء المرئية أو المسموعة. فمهما يقدم من مجهودات للارتقاء بمستوى الرعاية الصحية والحفاظ على سلامة المرضى من الأخطاء الطبية لا تكتمل هذه المجهودات بدون التثقيف الصحي فهو قاعدة أساسية في سلامة المرضى. سلطان المطيري مستشفى الملك فهد العام في جدة