اكتظ ميدان التحرير بالقوى السياسية والثورية والغاضبة في مليونية (حق الشهيد) في القاهرة ومدن أخرى ضد الرئيس المصري محمد مرسي بعد ساعات من انتهاء الجمعية التأسيسية من كتابة مسودة الدستور، بعد ان صوتت الجمعية على كل مادة على حدة من مواد الدستور البالغ عددها 234، قبل ارسالها اليوم الى الرئيس مرسي للموافقة عليها، فيما يتعين عليه ان يدعو الى استفتاء عام خلال 15 يوما. وهتف المتظاهرون في ميدان التحرير بوسط القاهرة الذي يشهد اعتصاما بدأ قبل أسبوع احتجاجا على الاعلان الدستوري (الشعب يريد اسقاط النظام) وهو هتاف ردده المحتجون خلال الانتفاضة الشعبية التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك مطلع العام الماضي. وفي ما يشير الى عودة حماس الانتفاضة سد متظاهرون مداخل الميدان بأسلاك شائكة وحواجز حديدية وطلبوا من القادمين اليه ابراز بطاقات الهوية. وأقام متظاهرون ثلاثة أبراج مراقبة في طرفين من الميدان وداخله على الرغم من أن جماعة الاخوان المسلمين قالت انها تخلت عن تنظيم مظاهرة حاشدة تؤيد مرسي في التحرير اليوم، وقررت الجماعة وحلفاء اسلاميون تنظيم المظاهرة أمام جامعة القاهرة على مسافة كيلومترات من التحرير. وانتشرت خيام المعتصمين في أرجاء التحرير وكانت 12 خيمة نصبت يوم الجمعة الماضي مع بدء الاعتصام. وقال مرسي ان الاعلان الدستوري هو «لمرحلة استثنائية جدا». وقال نادر بكار المتحدث باسم حزب النور ان الدستور الجديد سيعرض على الرئيس مرسي اليوم لتوقيعه، ثم يطرح للاستفتاء ليقرر المواطنون ما اذا كانوا يريدونه ام يرفضونه. وقال الدكتور سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في تصريح ل«عكاظ» إن قرار نقل «المليونية» من ميدان التحرير إلى ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة يأتي استجابة لمبادرات من جانب بعض الرموز الوطنية، ورسالة للمعارضين مفادها أن القوى الاسلامية لا تسعى للصدام مع أحد. وأضاف «لا نهدف من تنظيم هذه التظاهرة تقديم الدعم والمساندة لقرارات الرئيس فحسب، بل لكي نثبت على أرض الواقع أن الرافضين للإعلان الدستوري لا يمثلون الأغلبية، مع احترامنا لرأيهم. ونتمنى أن ينحصر الخلاف في دائرة النقد وليس عبر الشحن وتوتير الأجواء والدعوات للإضراب عن العمل والعصيان المدني في وقت عصيب تمر به مصر». وأشار الى أنه يشارك نحو 18 حزبا وحركة ثورية في «المليونية» التي دعت اليها القوى الاسلامية. الى ذلك، قرر كل من الدكتور محمد البرادعي، والمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، ورئيس حزب المؤتمر الوطني عمرو موسى، البيات ليلا بشكل شخصي في ميدان التحرير؛ رفضا للإعلان الدستوري. فيما دعا ممدوح حمزة مؤسس المجلس الوطنى المتظاهرين بالميدان الى اضراب عام وعصيان مدني شامل لإجبار الرئيس على سحب الإعلان الدستوري.